يقال، إن عكا خرجت من أسوارها، وطافت مع الموج إلى شواطئها، ورست مكانها.
يقال، إنها أقامت على الصمت أزمنة، ولما نطقت، لم تغيّر مكان إقامتها.
يقال، إن عكا، احتفظت بقاموسها الخاص، ونحت نحواً بليغاً، ظلت القصيدة العربية، في النص السياسي العبري.
يقال، إن عكا، عندما أفصحت عن لغتها بانت كأنها قلعة، والحصار عليها مستحيل، وغلبتها وهم.
وكل ما جاء أعلاه: صحيح جداً، والدليل: عكا إذ تنظر إلى ماضيها، ترى أمامها البحر سفراً اليها، وترى القرى
حولها، إقامة معها، والسماء من فوقها، تقترب من هامتها لتعلن أنها بنت فلسطين، إلى أبد الآبدين.
حولها، إقامة معها، والسماء من فوقها، تقترب من هامتها لتعلن أنها بنت فلسطين، إلى أبد الآبدين.
جاؤوها، من أمكنة الشتات، لا لسان لهم، لرؤوسهم شكل البلطة، لسواعدهم كرات حديد، لأقدامهم قسوة الوقع.
جاؤوها، من خلف الحقد، السواد قامتهم، الالتواء مسيرهم، والسطو قانون فلتانهم الدولي.
جاؤوها، ولم يرحلوا، والسور لم يمتنع عليهم، انما ظل مقفلاً منيعاً من جهة القلب.
القلب لبحر عكا، وهنا الإقامة نصاب الوطن.
لعكا زمانها، روزنامة أيامها لا تحدّها الشهور والأعوام.
هي تاريخ وحده، هي عصيان وحدها. هي معلّقة التراب والماء والسماء، وخلف سدولها، صمت غارق في الفصاحة:
أنا هنا، ويا أيها الذين جاؤوها، لستم منها، وليست معكم، فكيف أكون لكم.
أنا هنا، ويا أيها الذين جاؤوها، لستم منها، وليست معكم، فكيف أكون لكم.
من زمانها، أنها ناوأت نابليون.
من زمانها، أنها لم تكن مكان إقامة لأحد سواها.
من زمانها، أن الذين جاؤوها، صاروا مجرد عابرين.
فيا أيها العابرون.. عجّلوا عبوركم، أو، احفروا قبوركم، كي ننساها وننساكم.
من وقائع اليوميات في عكا، أنها والناصرة، وجميع أخواتها، باتت على أهبة الأكثرية.
تقول الأرقام: نحن في الجليل أكثر.
تقول الأرحام: نحن نولّد أكثر.
يقول الكلام: الصهاينة "ينزحون" إلى الجنوب.
يقول المستقبل: لن يبقى أحد منهم هناك، عندما ترتل المقاومة الاسلامية في لبنانها، جهادها المقدس.
عكا والناصرة وأم الفحم وشلة فتيات الجليل، يخطبن المدى الجنوبي، لعرس الجليل.
غداً.. عرس قانا.. والكل مدعوون إلى مأدبة الحرية.
من كان منكم عربياً، فلينتسب إلى الجنوب، ومن كان منكم، ما زال يتذكر، أنه عربي، فلينتسب إلى فلسطين.
لا عروبة في ديار الإقامات السلطوية.
لا عروبة في مدارات البورصة والنفط.
لا عروبة، في حسابات المصارف وشبكات الدم.
لا عروبة، في "صحوات" تستولد للقتل المستدام.
لا عروبة، في "الريال بوليتيكا" والإقامة تحت الخيام الدولية.
من كان منكم عربياً، فليحمل اسمه ويعلن في مدى عكا الفسيح، الممتد إلى الجليل القومي.
سجّل أنا عربي.
ورقم بطاقتي الأول.
ورقم بطاقتي الأول.
وإقامتي... بعد الصلاة بقليل:
"حيَّ على التحرير".
قلب الاقصى