مرضت الدولة العثمانية زمناً طويلاً قبل أن تدفن في الحرب العالمية الأولى، ويقال إنها كانت ميتة من زمان وتتحرك
إلى نهايتها،إلا أن موعد الصلاة في جنازتها تأجل مراراً، إلى أن وقعت الخسارة العسكرية على تاريخ المأتم، من دون
أن يحضر المعزون بها.
ومنذ نصف قرن تقريباً، والدول العربية القطرية والكيانية واللصقية والكرتونية والأثرية، تعاني المرض المزمن،
بحيث انه بالإمكان إطلاق لقب الدول العربية المريضة، بمعنى أنها الدول العربية الميتة.
بحيث انه بالإمكان إطلاق لقب الدول العربية المريضة، بمعنى أنها الدول العربية الميتة.
وقد يكون من باب تحصيل الحاصل، الاستنتاج أنها ميتة مع وقف التنفيذ.
وبمقارنة تبسيطية وسهلة، تبدو مشكلات كل دولة عربية أفظع وأعمق وأشد فتكا من عوارض المرض المميت الذي
أصاب الدولة العثمانية.
أصاب الدولة العثمانية.
منذ نصف قرن والدول العربية تمارس هواية التخلف وسياسة التراجع وخريطة طريق الانهيار، لم تجد حلاً لمشكلة،
بما فيها مشكلة الثراء الفاحش، والثروة الفائضة، والنفط السخي.
بما فيها مشكلة الثراء الفاحش، والثروة الفائضة، والنفط السخي.
في قاموس المشكلات المستعصية والمتنامية كالفطر بشكل مستدام، العناوين التالية أصوغها بصيغة الاستفهام:
أ ـ هل استطاعت الدول العربية أن تساهم في حل المشكلة الفلسطينية، أم كانت هذه المشكلة مبرراً لاستمرار المشاكل
بين الدول العربية؟
ب ـ هل كانت العلاقات البينية العربية علاقات تفاعل ونضج، أم كانت تكريساً عملياً لـ"سايكس بيكو"؟ فالغرب قسّم
المنطقة جغرافياً، والسلطات العربية رسختها باللحم والأسلاك الثقافية الشائكة!!
المنطقة جغرافياً، والسلطات العربية رسختها باللحم والأسلاك الثقافية الشائكة!!
ج ـ هل حلّت هذه الدول مشكلة التنوع أو التعدد الديني والطائفي والمذهبي والأقوامي، أم أن هذه المشكلة استفحلت
وتطورت وباتت سرطاناً مفضوحاً يتقيأ دمه؟
وتطورت وباتت سرطاناً مفضوحاً يتقيأ دمه؟
د ـ هل حلّت هذه الدول مشكلة السلطة وكيفية تداولها، أم ارتقت من ديمقراطية كسيحة إلى تطويب ملكي وعائلي
ومافيوزي؟
ومافيوزي؟
هـ ـ هل جرى تحويل العربي إلى مواطن، أم هو مجرد مقيم وتابع ومأمور ملغى؟
و ـ هل حلت الثروة الفائضة مشكلة الفقر في دول المنبع، أم كانت الفوائض المالية موظفة في حل مشكلات الاقتصاد
والمال والإنتاج في دول المركز الغربية؟
والمال والإنتاج في دول المركز الغربية؟
ز ـ هل حلت مشكلة الزحف الهائل من الريف إلى المدينة، فتريّفت المدينة ولم يتمدن الريف، فباتت المدن مختنقة
بزنار البائسين وأحزمة الفقراء وسكان المقابر وأنفاق التنك؟
بزنار البائسين وأحزمة الفقراء وسكان المقابر وأنفاق التنك؟
ح ـ هل حُلت المشكلة العظمى التي جعلت من الفساد سياسة من فوق إلى أسفل، ومن خطوط الطول الوطنية إلى
خطوط العرض الغربية؟ ألسنا الأكثر فساداً والأكثر زندقة والأكثر تنظيراً لفضائل نظام السرقة المشرعن وأنظمة
السرقة السرية؟
خطوط العرض الغربية؟ ألسنا الأكثر فساداً والأكثر زندقة والأكثر تنظيراً لفضائل نظام السرقة المشرعن وأنظمة
السرقة السرية؟
ط ـ هل نجحت دولة ما في تنمية قطاعاتها الغنية بعوامل النجاح: ثروة طبيعية من نفط وماء وبيئة، وثروة بشرية
من عقول وسواعد، وثروة من المتبرعين للعطاء؟
من عقول وسواعد، وثروة من المتبرعين للعطاء؟
ي ـ هل نجحت في تحديد عدوها الحقيقي وصديقها الحقيقي، أم أنها استبدلت أصدقاءها وأعداءها وفقاً لمصالح الأعداء
والأصدقاء معاً؟
والأصدقاء معاً؟
ألم تصبح "إسرائيل" حليفاً سرياً، وإيران عدواً علنيا، لكثيرين؟!
وإلى آخره من مشكلات الفقر المدقع، والتلوث المريع، والأمراض السارية، والمرأة الممنوعة، وعمالة الأطفال،
والتربية المتخلفة، والمشاعية الفضائية، والاستهلاك المجنون، والأسواق المفتوحة، وتدمير الزراعات، وتعطيل
الصناعات المحلية.. إلى آخره من آثار هذا المرض.. إلى يأس وهجرة وتطرف واستغراق في الماضي وحنين إلى
أجداد وهلم جرا من مهاوي الانتحار؟
والتربية المتخلفة، والمشاعية الفضائية، والاستهلاك المجنون، والأسواق المفتوحة، وتدمير الزراعات، وتعطيل
الصناعات المحلية.. إلى آخره من آثار هذا المرض.. إلى يأس وهجرة وتطرف واستغراق في الماضي وحنين إلى
أجداد وهلم جرا من مهاوي الانتحار؟
الدولة القطرية العربية مريضة هذا العصر، ولهذا فهي مرشحة للاستنزاف والنزف والحروب الداخلية والخوف الدائم
من الذات على الذات.
من الذات على الذات.
وبغياب الدولة القطرية والكيانية والـ.. يصير البديل هو الفوضى الهدامة، وعلاماتها بادية للعيان.
إلا أن في الأفق ضوءاً ليس نتاج الدولة، بل هو نتاج الشعوب التي بدأت تتلمس قضاياها، وإن كانت البوصلة التي
تحوزها ليست معدية بدقة إلى.. فلسطين والناس والتنمية والديموقراطية.
تحوزها ليست معدية بدقة إلى.. فلسطين والناس والتنمية والديموقراطية.
ماتت الدولة القطرية، لأنها كانت إلغائية..
وستموت كل حركة مهما كان مصدرها، ان كانت إلغائية..
وللبحث صلات كثيرة.
بكاء الجوارح
بكاء الجوارح