جئناك يا أقصى
جئناك يا أقصى نطلب الصفح والغفران ، تغسلنا دموع الندم والقهر ، نحمل إليك جراحنا وكرامتنا المخدوشة ، ونجر ّ خلفنا أذيال الألم والانكسار .
بالأمس كنا نفترش ساحاتك الغراء ، ونذوب في أروقتك واليوم نتسلل إليك خفية عن عيون الظلم ، ندلف إليك من أضيق الأبواب ، نشهر هويتنا العربية للمغتصب ونرجوه أن يأذن لنا بالصلاة في محرابك ولو تحت أعقاب البنادق .
ولدنا من رحم أمة أتعبتها الحروب ، أضناها التنكيل ، أثخنها التآمر ، وسقطنا لقمة سائغة في فم المكر والخداع ، أصبحنا فريسة سهلة للطمع والتخاذل .
سامحنا يا أقصى ، أقبل أبناءك التائهين ، خذنا بين ضلوعك ، ولا تلفظنا كما لفظنا الآخرون ، أفتح ذراعيك لنا فنحن من غدرت به السنين ، وضاقت بوجهه الأرض ، وأنت منذ الأزل ملجأ المظلومين .
خذنا يا أقصى تحت جناحك ، وحدنا على تحريرك من المغتصب ، أنر دروبنا وعقولنا بنور الله .
اليوم جئناك يا أقصى بذكرى الإسراء والمعراج ، نحيي فيك ذكرى عطرة ، ذكرى إسراء حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلا لا تردنا خائبين .
أنت لنا ، ونحن ما زلنا على عهدنا ، لن نتخلى عنك ، ونفديك بماء العين ، جئناك يا أقصى فأقبلنا في جنباتك الطاهرة كما كنت تأخذنا طوال السنين ، خذنا لنبتهل ونصلي ونستغفر العلي القدير ، خذنا لنرفع أيدينا إلى السماء من على مآذنك السمحة وندعوا الله أن يحميك
وينصر أمة الإسلام ، امة حبيبك المصطفى ، جئناك يا أقصى فاستقبل جموع المصلين .