للكلمة الطيبة مفعول السحر , فالإنسان بطبيعته يحب الثناء والمديح , وان كان صدقا او كذبا ,
لان ذلك يشعره بالثقة والأمل والتفاؤل .
لكن الكلمة يمكن ان تأخذ اشكالا وصورا مختلفة بحكم نوعية العلاقات .
اذن متى تكون عبارات الإطراء ضرورية واساسية ؟
ومتى تتحول الى سلوك مرضي ؟
* فالبعض يرى ان الغلو في المجاملة ينقلها من دائرة حسن الادب مع الناس الى دائرة
الكذب والنفاق .
يقول المثل " الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده " ,
فالمجاملة لها اصولها وحدودها , هي ضرورية حقا ولكن في مستوى معتدل ,
اذ لابد للإطراء ان يكون في حدود واجب التواصل الذي يأخذ شكلا من اشكال الحوار الانيق ,
دون المس بالقيم او نعت للانسان بما ليس فيه , حتى لايفهمه الطرف الآخر انه حط منه وأهانه وجرحه .
من هنا نستخلص انه يمكن توجيه ملاحظات وانتقادات بصدق ولباقة ,
فالانتقاد اساسي , لكن لابد له ان يمر عبر اطار جميل ,
ولاننسى ان هذا التصرف نوع من انواع المجاملة كذلك ...
* لكلمات الثناء بين الزوجين وقع خاص :
بعبارات الاستحسان والاطراء , يكون الجو لطيفا بين الزوجين , بهدف تجنيب الحياة الزوجية
عوامل الضعف والشقاق والخلاف ,
اذ لكلمات الثناء هذه وقع خاص على نفسية كل طرف , تسعدهما وترفع من معنوياتهما
وتوطد بينهما مشاعر الحب ...
ودوام العلاقة الزوجية وبقائها , يحتم على الزوجين معا معرفة قيمة الكلمة والعبارة الدافئة ودورهما
الكبير في استمرار المعاشرة والبرهنة على مدى تمسك الواحد بالآخر .
* في كل مجاملة نوع من التملق والمحاباة :
ويحصل ذلك عموما في مجال العمل , وسنعطي مثالا لشهادة صحافي حيث يقول :
غالبا مااعجز , بدون قصد , عن تقديم المجاملات الى اقرب الناس إلي , ويفسر سلوكي هذا على انه
عدم احترام وتقدير للمشاعر , فينتابني شعور بالذنب والتقصير .
اما في مجال العمل فتختلط في تقديري الامور وارى في كل مجاملة نوعا من التملق والمحاباة ,
وبالتالي فجديتي المبالغ فيها تضيع علي العديد من فرص خلق العلاقات الضرورية للارتقاء في
سلم العمل الذي ازاوله .
انا مقتنع فعلا انه بدون تواصلي مع المحيط , لايمكن لأحد ان يهتم بي او يطلع على قدراتي .
اعترف ان التربية التي تلقيتها لاتساعدني على فن المجاملة ,
ولكني مع ذلك سأحاول ...
* المجاملة ضرورية شريطة الا تخرج عن نطاق اللياقة وفن الحديث :
الاكثار من الاطراء والمجاملة يجعل الشخص محبوبا عند الناس , وغالبية هؤلاء تراهم يندفعون نحوك دون اعتبار للسبب الذي كان وراء هذا الثناء , وبالتالي تزداد فرصة خلق المزيد من العلاقات الاجتماعية .
إذن نرى ان المجاملات او مانسميها ب " الديبلوماسية" لابد ان يظل وجودها حاضرا , وبقوة ,
في العلاقات الانسانية التي نعيشها , لاسيما في دائرة العمل ,
لكن دون ان تخرج عن نطاق اللياقة وفن الحديث .
* أحيانا تصبح المجاملة سلوكا مرضيا تحركه الذاتية وحب المصلحة :
يستحيل على المرء ان يستصيغ حياة داخل مجتمع تنعدم فيه المجاملات بين الاشخاص , لقد اصبحت جزءا لايتجزأ من ماهية العلاقات بين الافراد , فعلى اساسها تنظم وتتأسس هذه الاخيرة وفي جميع مناحي الحياة :
من العائلة , الى العمل والى الشارع ...
وعلى هذا النحو , تكون المجاملات سلوكا محمودا , بل وواجبا في بعض الاحيان , حيث بموجبه تتوطد الاواصر بين الناس وتدفعهم لبدل المزيد دون ان يحملوا في داخلهم مقاصد ملتوية , إلا انه احيانا تصبح سلوكا مرضيا تحركه الذاتية وحب المصلحة والرغبات الانانية ,
وهذا ماهو مرفوض أخلاقيا واجتماعيا ...
المجاملات أداة تحقيق السلم الاجتماعي
وحسب رأي الأخصائي والباحث في علم الاجتماع الأسري ,
مصطلح النفاق مصطلح شاذ , فما هو مؤكد سوسيولوجيا ان اسلوب المجاملة او سلوك المجاملة ضروري اجتماعيا , اذ يدخل في إطار مايسمى بالعلاقات الاجتماعية .
فلا يمكن ان نتصور بتاتا علاقة كيفما كان نوعها لاتتوفر على قدر او جانب من المجاملة ,
لكن ماهو غير عادي ان تفوق نسبة محددة , او بتعبير آخر حينما يصبح الاستثناء هو القاعدة .
فسوسيولوجيا , طريقة التعامل مع المرأة مخالفة تماما مع الرجل , أبينا أم كرهنا .
لان الوضعية الاجتماعية لكل منهما مختلفة , وبالتالي فالسلوك تجاه المرأة لن يكون مشابها للسلوك مع الرجل ونفس الشيء بالنسبة للمرأة .
اذن فالمجاملات تفرض نفسها بقوة اجتماعية كسلوك .
الدافع الاساسي للمجاملة هو السعي الى تحقيق السلم الاجتماعي , اذ انها سلوك تفرضه العلاقات الاجتماعية
ويخول لنا الفرصة كي نعيش علاقات اجتماعية عديدة .
الفرد بطبعه اجتماعي ومن تم لا يرغب في ان يحاط بنظرة دونية , بل يفضل في ان يكون محبوبا مشكورا ,
ولكي يحقق كل هذه الاشياء , لابد له في سلوكاته مع الآخرين من نسبة قليلة من المجاملة .
كل فرد اذن يسعى الى تقمص شخصية معينة تحقيقا لهذا الهدف الجميل , وان يسلك في سبيل ذلك سلوكا معينا يختلف حسب مزاجه , عقليته , نفسيته وشخصيته .
لأجل ذلك , هو في حاجة ماسة الى مقدمات اجتماعية تتمثل في الحرص على انتقاء الالفاظ وطريقة الكلام
تمكنه من اجتذاب الآخرين ولفت انظارهم اليه , وهذا كله يدخل في اطار المجاملة ,
فلا يمكن الحديث ان يكون جافا , مباشرا , والا حاد الشخص عن هذه القاعدة المسطرة اجتماعيا .
هناك مايسميه علم النفس الاجتماعي ب "الرموز الاجتماعية " , وهي مسائل متبادلة اجتماعيا ويتقاسمها الجميع .
وعليه فإما ان ترد بنفس الطريقة وإما ان ترفض ...
لكن لابد في هذا الإطار من الإشارة الى ماأسميه بالمجاملة المرضية ,
أي عندما تتضخم هذه المجاملة ويبالغ فيها وتفوق الحد الاجتماعي المتعارف عليه فتتحول الى نفاق ,
ويصبح صاحبها والحالة هذه غير نزيه في أقواله وتصرفاته .
لكن الكلمة يمكن ان تأخذ اشكالا وصورا مختلفة بحكم نوعية العلاقات .
اذن متى تكون عبارات الإطراء ضرورية واساسية ؟
ومتى تتحول الى سلوك مرضي ؟
* فالبعض يرى ان الغلو في المجاملة ينقلها من دائرة حسن الادب مع الناس الى دائرة
الكذب والنفاق .
يقول المثل " الشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده " ,
فالمجاملة لها اصولها وحدودها , هي ضرورية حقا ولكن في مستوى معتدل ,
اذ لابد للإطراء ان يكون في حدود واجب التواصل الذي يأخذ شكلا من اشكال الحوار الانيق ,
دون المس بالقيم او نعت للانسان بما ليس فيه , حتى لايفهمه الطرف الآخر انه حط منه وأهانه وجرحه .
من هنا نستخلص انه يمكن توجيه ملاحظات وانتقادات بصدق ولباقة ,
فالانتقاد اساسي , لكن لابد له ان يمر عبر اطار جميل ,
ولاننسى ان هذا التصرف نوع من انواع المجاملة كذلك ...
* لكلمات الثناء بين الزوجين وقع خاص :
بعبارات الاستحسان والاطراء , يكون الجو لطيفا بين الزوجين , بهدف تجنيب الحياة الزوجية
عوامل الضعف والشقاق والخلاف ,
اذ لكلمات الثناء هذه وقع خاص على نفسية كل طرف , تسعدهما وترفع من معنوياتهما
وتوطد بينهما مشاعر الحب ...
ودوام العلاقة الزوجية وبقائها , يحتم على الزوجين معا معرفة قيمة الكلمة والعبارة الدافئة ودورهما
الكبير في استمرار المعاشرة والبرهنة على مدى تمسك الواحد بالآخر .
* في كل مجاملة نوع من التملق والمحاباة :
ويحصل ذلك عموما في مجال العمل , وسنعطي مثالا لشهادة صحافي حيث يقول :
غالبا مااعجز , بدون قصد , عن تقديم المجاملات الى اقرب الناس إلي , ويفسر سلوكي هذا على انه
عدم احترام وتقدير للمشاعر , فينتابني شعور بالذنب والتقصير .
اما في مجال العمل فتختلط في تقديري الامور وارى في كل مجاملة نوعا من التملق والمحاباة ,
وبالتالي فجديتي المبالغ فيها تضيع علي العديد من فرص خلق العلاقات الضرورية للارتقاء في
سلم العمل الذي ازاوله .
انا مقتنع فعلا انه بدون تواصلي مع المحيط , لايمكن لأحد ان يهتم بي او يطلع على قدراتي .
اعترف ان التربية التي تلقيتها لاتساعدني على فن المجاملة ,
ولكني مع ذلك سأحاول ...
* المجاملة ضرورية شريطة الا تخرج عن نطاق اللياقة وفن الحديث :
الاكثار من الاطراء والمجاملة يجعل الشخص محبوبا عند الناس , وغالبية هؤلاء تراهم يندفعون نحوك دون اعتبار للسبب الذي كان وراء هذا الثناء , وبالتالي تزداد فرصة خلق المزيد من العلاقات الاجتماعية .
إذن نرى ان المجاملات او مانسميها ب " الديبلوماسية" لابد ان يظل وجودها حاضرا , وبقوة ,
في العلاقات الانسانية التي نعيشها , لاسيما في دائرة العمل ,
لكن دون ان تخرج عن نطاق اللياقة وفن الحديث .
* أحيانا تصبح المجاملة سلوكا مرضيا تحركه الذاتية وحب المصلحة :
يستحيل على المرء ان يستصيغ حياة داخل مجتمع تنعدم فيه المجاملات بين الاشخاص , لقد اصبحت جزءا لايتجزأ من ماهية العلاقات بين الافراد , فعلى اساسها تنظم وتتأسس هذه الاخيرة وفي جميع مناحي الحياة :
من العائلة , الى العمل والى الشارع ...
وعلى هذا النحو , تكون المجاملات سلوكا محمودا , بل وواجبا في بعض الاحيان , حيث بموجبه تتوطد الاواصر بين الناس وتدفعهم لبدل المزيد دون ان يحملوا في داخلهم مقاصد ملتوية , إلا انه احيانا تصبح سلوكا مرضيا تحركه الذاتية وحب المصلحة والرغبات الانانية ,
وهذا ماهو مرفوض أخلاقيا واجتماعيا ...
المجاملات أداة تحقيق السلم الاجتماعي
وحسب رأي الأخصائي والباحث في علم الاجتماع الأسري ,
مصطلح النفاق مصطلح شاذ , فما هو مؤكد سوسيولوجيا ان اسلوب المجاملة او سلوك المجاملة ضروري اجتماعيا , اذ يدخل في إطار مايسمى بالعلاقات الاجتماعية .
فلا يمكن ان نتصور بتاتا علاقة كيفما كان نوعها لاتتوفر على قدر او جانب من المجاملة ,
لكن ماهو غير عادي ان تفوق نسبة محددة , او بتعبير آخر حينما يصبح الاستثناء هو القاعدة .
فسوسيولوجيا , طريقة التعامل مع المرأة مخالفة تماما مع الرجل , أبينا أم كرهنا .
لان الوضعية الاجتماعية لكل منهما مختلفة , وبالتالي فالسلوك تجاه المرأة لن يكون مشابها للسلوك مع الرجل ونفس الشيء بالنسبة للمرأة .
اذن فالمجاملات تفرض نفسها بقوة اجتماعية كسلوك .
الدافع الاساسي للمجاملة هو السعي الى تحقيق السلم الاجتماعي , اذ انها سلوك تفرضه العلاقات الاجتماعية
ويخول لنا الفرصة كي نعيش علاقات اجتماعية عديدة .
الفرد بطبعه اجتماعي ومن تم لا يرغب في ان يحاط بنظرة دونية , بل يفضل في ان يكون محبوبا مشكورا ,
ولكي يحقق كل هذه الاشياء , لابد له في سلوكاته مع الآخرين من نسبة قليلة من المجاملة .
كل فرد اذن يسعى الى تقمص شخصية معينة تحقيقا لهذا الهدف الجميل , وان يسلك في سبيل ذلك سلوكا معينا يختلف حسب مزاجه , عقليته , نفسيته وشخصيته .
لأجل ذلك , هو في حاجة ماسة الى مقدمات اجتماعية تتمثل في الحرص على انتقاء الالفاظ وطريقة الكلام
تمكنه من اجتذاب الآخرين ولفت انظارهم اليه , وهذا كله يدخل في اطار المجاملة ,
فلا يمكن الحديث ان يكون جافا , مباشرا , والا حاد الشخص عن هذه القاعدة المسطرة اجتماعيا .
هناك مايسميه علم النفس الاجتماعي ب "الرموز الاجتماعية " , وهي مسائل متبادلة اجتماعيا ويتقاسمها الجميع .
وعليه فإما ان ترد بنفس الطريقة وإما ان ترفض ...
لكن لابد في هذا الإطار من الإشارة الى ماأسميه بالمجاملة المرضية ,
أي عندما تتضخم هذه المجاملة ويبالغ فيها وتفوق الحد الاجتماعي المتعارف عليه فتتحول الى نفاق ,
ويصبح صاحبها والحالة هذه غير نزيه في أقواله وتصرفاته .