غزة - مملكة ميرون
تتناول "العربية" تفاصيل أول حرب خارجية يخوضها المسلمون وهي غزوة "مؤتة"، التي صمد فيها ثلاثة آلاف مقاتل مسلم أمام مائتي ألف من الروم والقبائل العربية الحليفة لهم، ستة أيام كاملة، وفي اليوم السابع قام قائد الجيش خالد بن الوليد بانسحاب تكتيكي ناجح وبأقل الخسائر.
تبرز الحلقة 23 من السيرة النبوية الثلاثاء 23-9-2008 مشاهد من موقع معركة "مؤتة" والأرض التي استشهد فيها 13 مسلما فقط من بينهم قادة الجيش الثلاثة بالتوالي، زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن رواحة.
وتبرز لقطات لـ"المشهد" الذي أقامه المماليك فيما بعد للشهداء، والمسجد الذي بني على أرض المعركة، والمكان الذي كان ينسحب فيه المسلمون ليلا أثناء توقف القتال لعلاج جرحاهم ودفن شهدائهم.
سبب غزوة مؤتة يوردها معلق السيرة النبوية بأن شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني، وكان يحكم باسم الروم في الأردن، اعترض الحارثُ بن عُمَيْرٍ الأزدي الذي كان يحمل رسالة من النبي إلى حاكم بصرى الشام يدعوه للإسلام فاعتَقله وقيَّده، ثم قتله صلبًا.
وقرر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد التشاور مع المسلمين معاقبةَ مرتكبي هذه الجريمة، وإعطاءَ درسٍ واضح للذين يقفون وراءها، وإفهامَهم أن دماءَ المسلمين بعد الآن لن تكون رخيصة.
مخالفة الأعراف الدبلوماسية
ويفسر د. طارق سويدان ما حدث بعد ذلك بأن الغساسنة وهي قبيلة عربية نصرانية في شمال الجزيرة العربية، لم تلتزم بالأعراف الدبلوماسية التي كانت سائدة في هذا الوقت، والمتمثلة في عدم قتل الرسل الذين يحملون رسائل من ملك إلى آخر.
جهز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيشًا قوامُه ثلاثةُ آلاف مقاتل، وهو أكبرُ جيش إسلامي حتى ذلك الحين، وأُسندت قيادتُه لزيدِ بن حارثة، وكانت وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا قُتل زيد أن يتولى القيادةَ جعفرُ بنُ أبي طالب، ثم عبد الله بنُ رَواحة.
ويعلق د. سليمان العودة بأن خروج هذا الجيش كان إشارة للمسلمين بأن عليهم أن يواصلوا المشوار، وإشارة للدول المجاورة أن ثمة دولة ناشئة وليدة وتتمتع بقدر كبير جدا من العنفوان والاندفاع والانضباط أيضا، وأن عليهم أن يؤمنوا بقوة هذه الدولة وكفاءتها، ويتعاملوا معها كأمر واقع.
توجه هذا الجيش في مطلع السنة الثامنة من الهجرة إلى منطقة الكرك جنوبي الأردن، على بعد نحو 130 كم إلى الجنوب من العاصمة الأردنية عَمّان.
الطريق من عمان إلى مؤتة
ويصف نادر طه أحد فريق البرنامج رحلتهم من العاصمة الأردنية عمان وعبر الطريق الصحراوي جنوبا باتجاه محافظة الكرك، وتحديدا إلى منطقة مؤتة التي أصبحت حاليا قرية عامرة كبيرة، وقد عرفت منذ القدم من أيام الغساسنة واشتهرت وجارتها مشارف بصناعة السيوف المشرفية، وتقف سيارة البرنامج على بعد 40 كم من الحدود السعودية وفي نفس موقع المعركة.
لم يكن في حساب المسلمين لقاءُ مثلِ هذا الجيش الكبير في أرضٍ بعيدة عنهم، لكن عبدَ الله بنَ رواحة شجَّع الناس، وحضّهم على القتال والشهادة. واستقرَّ الرأيُ على ذلك.
في مؤتة التقى الفريقان، وبدأ القتالُ المرير، استشهد زيد فاستلم القيادة جعفر بن أبي طالب، وبعد استشهاده استلمها عبدالله بن رواحة.
مهارة خالد بن الوليد
وعندما تولى القيادةَ خالدُ بنُ الوليد، أظهر مهارتَه ونبوغه في إنقاذ جيش المسلمين، من خلال مَكيدة حربية، فقد أدار المعركة بقية يومه كما يقول نادر طه، وفي الليل أمر مجموعة من المسلمين بأن يخرجوا إلى خلف الجبال ليعودوا فجرا مثيرين للغبار رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل، فيظن الروم بأن مددا قد أتى للمسلمين.
وقام بحيلة عسكرية فريدة من نوعها؛ إذ غير الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة والمقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، لتختلف الوجوه على الروم، ويدب الرعب في قلوبهم ظنا منهم أن مددا عظيما قد أتى للمسلمين.
ثم فاجأهم خالد بالهجوم على قلب جيشهم وكاد يصل إلى قائدهم، وهنا رأى الروم أن جيش المسلمين ينتصر بالمدد الذي وصل إليهم، ثم فوجئوا بخالد بن الوليد ينسحب، فظنوا أنها خدعة منه، فلا يوجد جيش منتصر يقوم بالانسحاب، لذلك لم يتقدموا والتزموا مواقعهم، فيما انسحب خالد انسحابا تكتيكيا منظما وعاد بجيشه سالما غانما إلى المدينة المنورة مخلفا 13 شهيدا فقط، بعد معركة دارت على أرض الأعداء استمرت 7 أيام.
تتناول "العربية" تفاصيل أول حرب خارجية يخوضها المسلمون وهي غزوة "مؤتة"، التي صمد فيها ثلاثة آلاف مقاتل مسلم أمام مائتي ألف من الروم والقبائل العربية الحليفة لهم، ستة أيام كاملة، وفي اليوم السابع قام قائد الجيش خالد بن الوليد بانسحاب تكتيكي ناجح وبأقل الخسائر.
تبرز الحلقة 23 من السيرة النبوية الثلاثاء 23-9-2008 مشاهد من موقع معركة "مؤتة" والأرض التي استشهد فيها 13 مسلما فقط من بينهم قادة الجيش الثلاثة بالتوالي، زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن رواحة.
وتبرز لقطات لـ"المشهد" الذي أقامه المماليك فيما بعد للشهداء، والمسجد الذي بني على أرض المعركة، والمكان الذي كان ينسحب فيه المسلمون ليلا أثناء توقف القتال لعلاج جرحاهم ودفن شهدائهم.
سبب غزوة مؤتة يوردها معلق السيرة النبوية بأن شُرَحْبِيل بن عمرو الغساني، وكان يحكم باسم الروم في الأردن، اعترض الحارثُ بن عُمَيْرٍ الأزدي الذي كان يحمل رسالة من النبي إلى حاكم بصرى الشام يدعوه للإسلام فاعتَقله وقيَّده، ثم قتله صلبًا.
وقرر الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد التشاور مع المسلمين معاقبةَ مرتكبي هذه الجريمة، وإعطاءَ درسٍ واضح للذين يقفون وراءها، وإفهامَهم أن دماءَ المسلمين بعد الآن لن تكون رخيصة.
مخالفة الأعراف الدبلوماسية
ويفسر د. طارق سويدان ما حدث بعد ذلك بأن الغساسنة وهي قبيلة عربية نصرانية في شمال الجزيرة العربية، لم تلتزم بالأعراف الدبلوماسية التي كانت سائدة في هذا الوقت، والمتمثلة في عدم قتل الرسل الذين يحملون رسائل من ملك إلى آخر.
جهز رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيشًا قوامُه ثلاثةُ آلاف مقاتل، وهو أكبرُ جيش إسلامي حتى ذلك الحين، وأُسندت قيادتُه لزيدِ بن حارثة، وكانت وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا قُتل زيد أن يتولى القيادةَ جعفرُ بنُ أبي طالب، ثم عبد الله بنُ رَواحة.
ويعلق د. سليمان العودة بأن خروج هذا الجيش كان إشارة للمسلمين بأن عليهم أن يواصلوا المشوار، وإشارة للدول المجاورة أن ثمة دولة ناشئة وليدة وتتمتع بقدر كبير جدا من العنفوان والاندفاع والانضباط أيضا، وأن عليهم أن يؤمنوا بقوة هذه الدولة وكفاءتها، ويتعاملوا معها كأمر واقع.
توجه هذا الجيش في مطلع السنة الثامنة من الهجرة إلى منطقة الكرك جنوبي الأردن، على بعد نحو 130 كم إلى الجنوب من العاصمة الأردنية عَمّان.
الطريق من عمان إلى مؤتة
ويصف نادر طه أحد فريق البرنامج رحلتهم من العاصمة الأردنية عمان وعبر الطريق الصحراوي جنوبا باتجاه محافظة الكرك، وتحديدا إلى منطقة مؤتة التي أصبحت حاليا قرية عامرة كبيرة، وقد عرفت منذ القدم من أيام الغساسنة واشتهرت وجارتها مشارف بصناعة السيوف المشرفية، وتقف سيارة البرنامج على بعد 40 كم من الحدود السعودية وفي نفس موقع المعركة.
لم يكن في حساب المسلمين لقاءُ مثلِ هذا الجيش الكبير في أرضٍ بعيدة عنهم، لكن عبدَ الله بنَ رواحة شجَّع الناس، وحضّهم على القتال والشهادة. واستقرَّ الرأيُ على ذلك.
في مؤتة التقى الفريقان، وبدأ القتالُ المرير، استشهد زيد فاستلم القيادة جعفر بن أبي طالب، وبعد استشهاده استلمها عبدالله بن رواحة.
مهارة خالد بن الوليد
وعندما تولى القيادةَ خالدُ بنُ الوليد، أظهر مهارتَه ونبوغه في إنقاذ جيش المسلمين، من خلال مَكيدة حربية، فقد أدار المعركة بقية يومه كما يقول نادر طه، وفي الليل أمر مجموعة من المسلمين بأن يخرجوا إلى خلف الجبال ليعودوا فجرا مثيرين للغبار رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل، فيظن الروم بأن مددا قد أتى للمسلمين.
وقام بحيلة عسكرية فريدة من نوعها؛ إذ غير الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة والمقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، لتختلف الوجوه على الروم، ويدب الرعب في قلوبهم ظنا منهم أن مددا عظيما قد أتى للمسلمين.
ثم فاجأهم خالد بالهجوم على قلب جيشهم وكاد يصل إلى قائدهم، وهنا رأى الروم أن جيش المسلمين ينتصر بالمدد الذي وصل إليهم، ثم فوجئوا بخالد بن الوليد ينسحب، فظنوا أنها خدعة منه، فلا يوجد جيش منتصر يقوم بالانسحاب، لذلك لم يتقدموا والتزموا مواقعهم، فيما انسحب خالد انسحابا تكتيكيا منظما وعاد بجيشه سالما غانما إلى المدينة المنورة مخلفا 13 شهيدا فقط، بعد معركة دارت على أرض الأعداء استمرت 7 أيام.