يصادف اليوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان وهذا اليوم الذي أصبح المسلمون يطلقون عليه "يوم القدس العالمي" عملا بوصية الأمام الراحل الخميني (رض) التي أعلن عنها في اغسطس/آب 1979 كي يكون يوم القدس يوما موحدا للمسلمين أينما وجدوا وعلى إختلاف مذاهبهم، أراد الإمام الراحل (طيب الذكر) من هذا اليوم أن يصبح تذكيرا لجميع المسلمين بالواجب الملقى على عاتقهم نحو فلسطين وبوجوب تحريرها من الإحتلال الصهيوني، وأراده يوما يتحدون فيه وتتقارب فيه مذاهبهم بدلا من أن تتصادم كما يخطط أعداء الأمة. وبعد أن حضرتنا المناسبة.. ما بالي لا أرى أقلام الكتاب من بلدي تجود بكلمات تدعو أبناء أمتنا الأحرار كي ينتهزوا حضور هذا اليوم المبارك من أجل أن يلمّوا شملهم، ويوحّدوا بوصلتهم. ما بال أبناء بلدي وأبناء أمتي لا يتخذون من يوم الجمعه الأخيرة من شهر رمضان يوما مباركا كبركة الشهر نفسه؟ هو الله اللطيف الخبير وليس عباده من أوجد المسجد الأقصى وسماه بهذا الإسم، الله جل جلاله اختار مكانه وأراده مسجدا في بيت المقدس أي في وسط فلسطين، الله العليم الحكيم من جعله مكانا مقدسا تشع منه بركه يكتسي بها كل ما حوله. انهضوا أبناء أمتي، اجعلوا من يوم القدس يوما للوحدة. |
يا أبناء "فتح" وأبناء "حماس" توحدوا! فمهما كبرت خلافاتكم فإن كيد العدو أكبر! ومهما كبرت مقاماتكم فإن فرقتكم تجعلكم أمام العدو أصغر، عودوا لرشدكم والفظوا من بين ظهرانيكم من يزرع الشقاق فيكم، لا نريدكم إما كيانا معاديا أو كيانا صديقا، نريدكم كيانا فلسطينيا واحدا عدوا لأعدائه وصديقا لأصدقائه بلا منطقة رمادية وسطى، كفانا رماديه وكفانا ظلاما، دعونا نخرج الى النور لنبصر الطريق القويم نريد أن نتسلح ببصيرة تحصننا من غدر العدو بعد أن نرى وجهه القبيح فلا نقع في شباكه، نريد بصيرة تدلنا على وجه الصديق المليح فلا نتورط في عراكه.
يا أبناء أمتي من العرب ومن المسلمين اجعلوا من يوم القدس يوم وحدة، يوما للتبرؤ من الفتن العرقية والمذهبية، يوما نشد فيه عزائمنا ونقوي فيه من هممنا كي نوحد هدفنا فلا نخطئ تشخيص الصديق والعدو، اليس عدوا من تجوب حاملات طائراته بحارنا وتحط مقاتلاته فوق ترابنا؟ اليس عدوا من يحثنا على قتال بعضا من أبناء جلدتنا وبعضا من أبناء عقيدتنا؟ أليس عدوا من أرادني أن أغدر بجاري وأصافح غريبا احتل داري؟
يا أبناء جلدتي، يا أبناء وطني وعقيدتي إن القدس تناديكم، القدس تناجيكم في يوم جمعة رمضانية، هبّوا متحدين لنجدة مآذنها الأسيرة، هبوا متكاتفين لنجدة أبنائها المقهورين، يا أبناء العرب والمسلمين أعيدوا البسمة لشفاه أرامل القدس وأيتام وثكالى القدس، فكّوا أسرها كي تفرح بيومها. أعيدوا لها حريتها نريد الحرية للقدس ولكل ما بارك الله به من حولها.