الملـــــــــكة فــــــــريدة
القاهرة: "الملكة فريدة وأنا .. سيرة ذاتية لم تكتبها ملكة مصر" أحدث العناوين الصادرة مؤخرا عن سلسلة كتاب اليوم التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم للأديبة د.لوتس عبد الكريم والتي عاصرت الملكة فريدة وأرخت بالكتاب لجزء كبير من حياتها.
ويقع الكتاب وفقاً لجريدة "الراية" القطرية في مائة وسبعين صفحة من القطع فوق المتوسط متضمنا صورا ووثائق تنشر للمرة الأولي، كما يتضمن أسرارا من شأنها أن تعيد النظر فيما يخص العائلة الملكية في مصر وكذا علاقتها بضباط ثورة يوليو.
فالكثيرون من أهل مصر والبلدان العربية ربما لا يعرفون عن الملكة فريدة سوي أنها كانت آخر ملكات مصر، وأنها كاتت فنانة تشكيلية تقيم معارضها خارج مصر وداخلها في قاعة الشموع" التي خصصتها لها صديقتها الكاتبة والاديبة الدكتورة لوتس عبد الكريم، والتي تحكي في مؤلفها ذكرياتها معها، خصوصا أن الملكة التي كانت تسكن بحي ثكنات المعادي ( جنوب القاهرة) قريبا من فيلا د. لوتس عبد الكريم كانت شبه مقيمة معها في السنوات الخمس الأخيرة من حياتها ."
ومن أبرز ما ذكرته د. لوتس عن الملكة فريدة أنها ذهبت إلي الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق قائلة له بغضب واحتجاج : هل يعقل أن تحصل ملكة مصرية علي معاش لا يتجاوز(200 جنيه مصري - 35 دولارا أمريكيا ) في نهاية القرن العشرين ؟ فأجابها : إنه أكبر معاش يمكن أن تحصل عليه، فعاودته: هل تحصل زوجات الرؤساء علي معاش مماثل؟، فأجابها: إن لهن مخصصات فقالت: ألم تكن آخر ملكة لمصر ويحق لها مخصصات مالية مثل غيرها، يقصد ( تحية عبد الناصر، جيهان السادات) تعصمها من العوز والفقر والحاجة .
أما الأمر الآخر فهو بنات الملكة فريدة اللواتي أتين من أوروبا عقب وفاتها، وقمن بحرق صور وأوراق ومذكرات أمهن الملكة، وكل ما يتعلق بالمرحلة الملكية مع أبيهن. فهل كانت تحوي اسرارا تخجلن منها ولا تردن لأحد أن يعرفها؟..
كانت ملكة في سلوكها وتصرفها، كما عرض عليها أكثر من دولة عربية وأجنبية إذاعة اسرار حياتها مع الملك فاروق، أو تكتب مذكراتها وتصحح التاريخ، ورغم حاجتها إلي المادة إلا أنها كانت ترفض بإصرار وعناد كبيرين.
" كانت فريدة تزعجها الأصوات العالية والكلمات النابية والموسيقي الرخيصة والأغاني القبيحة والألوان الصارخة، تحب النظام والدقة والانضباط الي حد الوسوسة، تحب الموسيقي الكلاسيك والألوان الهادئة والادب والاحتشام، ذات حس مرهف وذوق رفيع وثقافة وذكاء حاد وشفافية وحدس لا يخيب . تحب الأصالة والبساطة، تمقت الكذب والنفاق، قليلة الثقة بالناس، ذات نزعة صوفية عميقة وزهد وايمان راسخ بالله خالق المعجزات. تحيط بيتها وكتبها وملابسها وحقائبها بالمصاحف والأحجبة والادعية والتعاويذ وكانت إلي جانب القرآن تحتفظ بالانجيل وتحفظ كثيرا من كلماته، كما أنها رسمت لفظ الجلالة في لوحاتها كثيرا بصور شتي وتري أنها أول من رسم لفظ الجلالة" .
وكانت الملكة فريدة تقول:" لماذا تخافون الموت وهو انتقال من مرحلة الي مرحلة كالحياة تماما". وهي القائلة" لا يخاف الموت من عاش حياته في صراحة وصدق. وهي القائلة "الملك يزول أما الفن فتخلده هذه اللوحات ولا يموت"."
وتقول د. لوتس وفقاً ل "الراية" أن فريدة كانت تؤكد أن مؤامرة ما كانت تحاك في الخفاء ضد هذا البلد من أجل تشويه جماله بأيدي أعداء غير مصريين لأن كل تشويه يتم في البداية بسرية وتوجس غريبين حتي لا يشعر أحد ثم فجأة تجدنا أمام تمثال من القبح.. أكشاك خشبية، كازينو غير لائق، مبني قبيح يحجب جمال النيل .
وتذكرد. لوتس: وفي مطعم فلفلة كثرت زياراتنا لأكل الفول والطعمية والطحينة والبصارة كانت تقول إن الفول أحب وأشهي إليها من كل اللحوم.
كما تؤكد في شهاداتها علي السنوات الخمس التي اقتربت فيها من الملكة فريدة إن كل الجروح والاهانات والآلام بدأت معها منذ كانت صبية في أول شبابها ومنذ بدأت تتناول المهدئات كما حكت لي. وبعد أول يوم أنجبت فيه ابنتها الكبري فريال وخاب أمل الملك واثناء انتظاره وليا للعهد في كل مرة تحمل بها كانت تعيش علي العقاقير والمهدئات طوال فترة الحمل بل انحدرت الي تنفيذ الوصفات البلدية للمساعدة علي إنجاب ولد، لقد كان يقتلها التوتر والقلق ثم تأتي الولادة ومعها بنت أخري ويشتاط فاروق غيظا، ويقوم جدار غير منظور بينهما فتنهار وتستسلم أكثر للعقاقير ومنذ ذلك الحين وهي تعاني نوبات الاكتئاب الحادة ثم بدأت الفجوة بينها وبين الملك تتسع حتي أصبحا غريبين تحت سقف واحد وكان ذلك بداية طريق الآلام.
وتؤكد د. لوتس .. كانت الملكة تفتقد الاصدقاء وتغضب وتحزن اذا تخلفت أنا أو نيفل ( صديقها) يوما أو يومين، كانت تقول: لقد تركت باريس بعد أن عذبتني الوحدة بها كثيراً الي مصر حيث أحس بالدفء، وحين ألح عليها الأطباء في منع المهدئات كانت تقول: "إذا ظللتم الي جواري لن أتناولها أبدا، إنني أتغلب بها علي الوحدة".
ادهم الشرقاوى
القاهرة: "الملكة فريدة وأنا .. سيرة ذاتية لم تكتبها ملكة مصر" أحدث العناوين الصادرة مؤخرا عن سلسلة كتاب اليوم التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم للأديبة د.لوتس عبد الكريم والتي عاصرت الملكة فريدة وأرخت بالكتاب لجزء كبير من حياتها.
ويقع الكتاب وفقاً لجريدة "الراية" القطرية في مائة وسبعين صفحة من القطع فوق المتوسط متضمنا صورا ووثائق تنشر للمرة الأولي، كما يتضمن أسرارا من شأنها أن تعيد النظر فيما يخص العائلة الملكية في مصر وكذا علاقتها بضباط ثورة يوليو.
فالكثيرون من أهل مصر والبلدان العربية ربما لا يعرفون عن الملكة فريدة سوي أنها كانت آخر ملكات مصر، وأنها كاتت فنانة تشكيلية تقيم معارضها خارج مصر وداخلها في قاعة الشموع" التي خصصتها لها صديقتها الكاتبة والاديبة الدكتورة لوتس عبد الكريم، والتي تحكي في مؤلفها ذكرياتها معها، خصوصا أن الملكة التي كانت تسكن بحي ثكنات المعادي ( جنوب القاهرة) قريبا من فيلا د. لوتس عبد الكريم كانت شبه مقيمة معها في السنوات الخمس الأخيرة من حياتها ."
ومن أبرز ما ذكرته د. لوتس عن الملكة فريدة أنها ذهبت إلي الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر الأسبق قائلة له بغضب واحتجاج : هل يعقل أن تحصل ملكة مصرية علي معاش لا يتجاوز(200 جنيه مصري - 35 دولارا أمريكيا ) في نهاية القرن العشرين ؟ فأجابها : إنه أكبر معاش يمكن أن تحصل عليه، فعاودته: هل تحصل زوجات الرؤساء علي معاش مماثل؟، فأجابها: إن لهن مخصصات فقالت: ألم تكن آخر ملكة لمصر ويحق لها مخصصات مالية مثل غيرها، يقصد ( تحية عبد الناصر، جيهان السادات) تعصمها من العوز والفقر والحاجة .
أما الأمر الآخر فهو بنات الملكة فريدة اللواتي أتين من أوروبا عقب وفاتها، وقمن بحرق صور وأوراق ومذكرات أمهن الملكة، وكل ما يتعلق بالمرحلة الملكية مع أبيهن. فهل كانت تحوي اسرارا تخجلن منها ولا تردن لأحد أن يعرفها؟..
كانت ملكة في سلوكها وتصرفها، كما عرض عليها أكثر من دولة عربية وأجنبية إذاعة اسرار حياتها مع الملك فاروق، أو تكتب مذكراتها وتصحح التاريخ، ورغم حاجتها إلي المادة إلا أنها كانت ترفض بإصرار وعناد كبيرين.
" كانت فريدة تزعجها الأصوات العالية والكلمات النابية والموسيقي الرخيصة والأغاني القبيحة والألوان الصارخة، تحب النظام والدقة والانضباط الي حد الوسوسة، تحب الموسيقي الكلاسيك والألوان الهادئة والادب والاحتشام، ذات حس مرهف وذوق رفيع وثقافة وذكاء حاد وشفافية وحدس لا يخيب . تحب الأصالة والبساطة، تمقت الكذب والنفاق، قليلة الثقة بالناس، ذات نزعة صوفية عميقة وزهد وايمان راسخ بالله خالق المعجزات. تحيط بيتها وكتبها وملابسها وحقائبها بالمصاحف والأحجبة والادعية والتعاويذ وكانت إلي جانب القرآن تحتفظ بالانجيل وتحفظ كثيرا من كلماته، كما أنها رسمت لفظ الجلالة في لوحاتها كثيرا بصور شتي وتري أنها أول من رسم لفظ الجلالة" .
وكانت الملكة فريدة تقول:" لماذا تخافون الموت وهو انتقال من مرحلة الي مرحلة كالحياة تماما". وهي القائلة" لا يخاف الموت من عاش حياته في صراحة وصدق. وهي القائلة "الملك يزول أما الفن فتخلده هذه اللوحات ولا يموت"."
وتقول د. لوتس وفقاً ل "الراية" أن فريدة كانت تؤكد أن مؤامرة ما كانت تحاك في الخفاء ضد هذا البلد من أجل تشويه جماله بأيدي أعداء غير مصريين لأن كل تشويه يتم في البداية بسرية وتوجس غريبين حتي لا يشعر أحد ثم فجأة تجدنا أمام تمثال من القبح.. أكشاك خشبية، كازينو غير لائق، مبني قبيح يحجب جمال النيل .
وتذكرد. لوتس: وفي مطعم فلفلة كثرت زياراتنا لأكل الفول والطعمية والطحينة والبصارة كانت تقول إن الفول أحب وأشهي إليها من كل اللحوم.
كما تؤكد في شهاداتها علي السنوات الخمس التي اقتربت فيها من الملكة فريدة إن كل الجروح والاهانات والآلام بدأت معها منذ كانت صبية في أول شبابها ومنذ بدأت تتناول المهدئات كما حكت لي. وبعد أول يوم أنجبت فيه ابنتها الكبري فريال وخاب أمل الملك واثناء انتظاره وليا للعهد في كل مرة تحمل بها كانت تعيش علي العقاقير والمهدئات طوال فترة الحمل بل انحدرت الي تنفيذ الوصفات البلدية للمساعدة علي إنجاب ولد، لقد كان يقتلها التوتر والقلق ثم تأتي الولادة ومعها بنت أخري ويشتاط فاروق غيظا، ويقوم جدار غير منظور بينهما فتنهار وتستسلم أكثر للعقاقير ومنذ ذلك الحين وهي تعاني نوبات الاكتئاب الحادة ثم بدأت الفجوة بينها وبين الملك تتسع حتي أصبحا غريبين تحت سقف واحد وكان ذلك بداية طريق الآلام.
وتؤكد د. لوتس .. كانت الملكة تفتقد الاصدقاء وتغضب وتحزن اذا تخلفت أنا أو نيفل ( صديقها) يوما أو يومين، كانت تقول: لقد تركت باريس بعد أن عذبتني الوحدة بها كثيراً الي مصر حيث أحس بالدفء، وحين ألح عليها الأطباء في منع المهدئات كانت تقول: "إذا ظللتم الي جواري لن أتناولها أبدا، إنني أتغلب بها علي الوحدة".
ادهم الشرقاوى