حارس الظلام
إستيقظى ايتها الكسولة ، أوشكنا على الظهيرة تقريبا .. إستيقظى !
لا أتركينى قليلا
أبدا إستيقظى الآن ، فيوليت .. قومى فالكل فى إنتظارك !
فقط ساعة أخرى ..
أنا لا أعرف لماذا تنامين دائما كل هذا الوقت ، ربما ذهبنا للطبيب كى يفحصك ..
إنتبه الوجه النائم قليلا ، شعر أسود مائل للإحمرار وعينان خضراوان ، حسنا سأقوم أيتها المزعجة . وفى حركة تشبه لاعبات الجمباز قفزت من فوق سريرها إلى الأرض تاركة خلفها وسادة ثقيلة احتضنت وجه المزعجة بينيلوبى ، صديقتها المفضلة .
عندى لك خبر رائع ، ابتسمت بينيلوبى وبدأت الحديث ..
مممم .. لا تقولى لى معجب آخر !
أيتها العنيدة ، وكيف عرفت ؟
وهل عندك أخبار رائعة سوى عن الرجال وأخبار الأزواج والزوجات !
أنا لا أعرف كيف تكرهين الزواج إلى هذا الحد ، بهذه الطريقة ستقضين حياتك راهبة !
أنا لا أكره الزواج ، حلم كل فتاة أن تحمل طفلها وتنتظر عودة زوجها بشوق .
لكنى لا أريد رجلا ينظر لى كونى إمرأة وفقط ، لا أعرف كيف سأصف لك هذا ، أحب أن ينظر لى كونى أنا وفقط ، مخلوق يشغل فكره كل لحظة فى اليوم . لا يرى شعرى ووجهى لكنه ينظرإلى داخلى أنا ويقرأنى ، ليس هذا فقط ، بل إنى أحمل فى صدرى غضب عارم وثورة لا تهدأ . فهم معشر الرجال يظنون أنهم ملوك الأرض فيشعلون الحروب ويدمرون ويسفكون ولا رادع لهم ، هذه النفوس الضعيفة فى أعماقها المتظاهرة بالعنف والقوة . ورغم هذا أنظرى إلى ملك فرنسا الضعيف ، إنه يسارع إلى تحرير أورشليم أو بالأحرى إجتياحها واستباحتها هناك فى أقصى الشرق ويترك الغزاة على ابواب فرنسا ينظرون لها بعيون يملأها الطمع .
لكن قولى لى ، هل هناك أخبار عن حارس الظلام ليلة أمس ؟
نعم ، لقد وجدوا عصابة الإخوة الثلاثة مقيدين إلى حانة فى إحدى القرى اقصى الجنوب . ويقولون انهم شاهدوا حارس الظلام بملابسه السوداء الملثمة مغادرا هذه القرية فوق حصانه الأسود كأنه قطعة من الظلام .
سيدتى ، سيدى يريدك بالاسفل ، تردد صوت الخادمة الهادىء معلنا معركة صباحية جديدة .
تسارعت خطوات فيوليت الخفيفة تهبط الدرج لتحتضن والدها من الخلف فى حين ابتسم هو وقبلها على خدها ، ورمقتها زوجة والدها بنظرة حاقدة .
هيا اجلسى عندى لك خبر رائع ، همس لها والدها .. لم تتمالك نفسها من الضحك فسألها مستغربا : لما الضحك ؟ فنظرت إلى بينيلوبى ثم لوالدها وقالت : لا شىء ، فقط ذكرتنى كلمة رائع بشخص ما .
V "كما اعتاد والدها أن يناديها" أنا أعرف ذكاءك وأعرف أنك بالفعل تعرفين كل ما سأقوله قبل أن اقوله ، فأنت تشبهينى فى ذكاءى وفطنتى منذ شبابى .
إذا فأنت تعرف ردى قبل أن اقوله فأنا إبنتك ، صدقنى عندما يحين الوقت سأقول لك اختر لى زوجا يشبهك تماما أو سأقدمك إلى من اخترته بنفسى .
إبتسم السيد ريموند وقال لها تعرفين أنى لن أجبرك على قرار كهذا يوما ما . هيا تعالى نتناول الفطور .
تناولت فطورها الخفيف وقضت وقتا قليلا مع بينيلوبى ثم أسرعت إلى المرج المطل على قصرها تماما ككل صباح ، فتأخذ معها حقيبتها وكتبها وطعامها وتمضى النهار بأكمله على ضفة النهر أسفل المرج ثم ما تلبث أن تقفل عائدة إلى القصر لتقبل والدها وتبتسم إبتسامة صفراء لزوجة والدها ثم تسرع إلى غرفتها فى الطابق الأعلى .
مر النهار سريعا وعندما أوشك الظلام هدأ كل القصر وهدأت المدينة باسرها ، وأسرعت فيوليت إلى غرفتها وملىء عيونها نوم وإجهاد معلنة للجميع إنتهاء يوم جديد . وعندما أغلقت باب غرفتها ، لمع فى عينيها بريق ودب فى جسدها نشاط وبدا أن يومها لم ينتهى بعد ،
بل إنه على وشك البداية .
أسرعت إلى دولابها وحركت قطعة خشبية فى أسفله ظهر من خلفها درج خفىّ ، وأخرجت طاقم من الملابس السوداء وسيف فضى لامع غطته النقوش من كل جانب .
إن هذا الزى يخصّ شخص واحد فقط فى كل فرنسا ..
إنه زىّ ..
^
^
^
^
حارس الظلام
إستيقظى ايتها الكسولة ، أوشكنا على الظهيرة تقريبا .. إستيقظى !
لا أتركينى قليلا
أبدا إستيقظى الآن ، فيوليت .. قومى فالكل فى إنتظارك !
فقط ساعة أخرى ..
أنا لا أعرف لماذا تنامين دائما كل هذا الوقت ، ربما ذهبنا للطبيب كى يفحصك ..
إنتبه الوجه النائم قليلا ، شعر أسود مائل للإحمرار وعينان خضراوان ، حسنا سأقوم أيتها المزعجة . وفى حركة تشبه لاعبات الجمباز قفزت من فوق سريرها إلى الأرض تاركة خلفها وسادة ثقيلة احتضنت وجه المزعجة بينيلوبى ، صديقتها المفضلة .
عندى لك خبر رائع ، ابتسمت بينيلوبى وبدأت الحديث ..
مممم .. لا تقولى لى معجب آخر !
أيتها العنيدة ، وكيف عرفت ؟
وهل عندك أخبار رائعة سوى عن الرجال وأخبار الأزواج والزوجات !
أنا لا أعرف كيف تكرهين الزواج إلى هذا الحد ، بهذه الطريقة ستقضين حياتك راهبة !
أنا لا أكره الزواج ، حلم كل فتاة أن تحمل طفلها وتنتظر عودة زوجها بشوق .
لكنى لا أريد رجلا ينظر لى كونى إمرأة وفقط ، لا أعرف كيف سأصف لك هذا ، أحب أن ينظر لى كونى أنا وفقط ، مخلوق يشغل فكره كل لحظة فى اليوم . لا يرى شعرى ووجهى لكنه ينظرإلى داخلى أنا ويقرأنى ، ليس هذا فقط ، بل إنى أحمل فى صدرى غضب عارم وثورة لا تهدأ . فهم معشر الرجال يظنون أنهم ملوك الأرض فيشعلون الحروب ويدمرون ويسفكون ولا رادع لهم ، هذه النفوس الضعيفة فى أعماقها المتظاهرة بالعنف والقوة . ورغم هذا أنظرى إلى ملك فرنسا الضعيف ، إنه يسارع إلى تحرير أورشليم أو بالأحرى إجتياحها واستباحتها هناك فى أقصى الشرق ويترك الغزاة على ابواب فرنسا ينظرون لها بعيون يملأها الطمع .
لكن قولى لى ، هل هناك أخبار عن حارس الظلام ليلة أمس ؟
نعم ، لقد وجدوا عصابة الإخوة الثلاثة مقيدين إلى حانة فى إحدى القرى اقصى الجنوب . ويقولون انهم شاهدوا حارس الظلام بملابسه السوداء الملثمة مغادرا هذه القرية فوق حصانه الأسود كأنه قطعة من الظلام .
سيدتى ، سيدى يريدك بالاسفل ، تردد صوت الخادمة الهادىء معلنا معركة صباحية جديدة .
تسارعت خطوات فيوليت الخفيفة تهبط الدرج لتحتضن والدها من الخلف فى حين ابتسم هو وقبلها على خدها ، ورمقتها زوجة والدها بنظرة حاقدة .
هيا اجلسى عندى لك خبر رائع ، همس لها والدها .. لم تتمالك نفسها من الضحك فسألها مستغربا : لما الضحك ؟ فنظرت إلى بينيلوبى ثم لوالدها وقالت : لا شىء ، فقط ذكرتنى كلمة رائع بشخص ما .
V "كما اعتاد والدها أن يناديها" أنا أعرف ذكاءك وأعرف أنك بالفعل تعرفين كل ما سأقوله قبل أن اقوله ، فأنت تشبهينى فى ذكاءى وفطنتى منذ شبابى .
إذا فأنت تعرف ردى قبل أن اقوله فأنا إبنتك ، صدقنى عندما يحين الوقت سأقول لك اختر لى زوجا يشبهك تماما أو سأقدمك إلى من اخترته بنفسى .
إبتسم السيد ريموند وقال لها تعرفين أنى لن أجبرك على قرار كهذا يوما ما . هيا تعالى نتناول الفطور .
تناولت فطورها الخفيف وقضت وقتا قليلا مع بينيلوبى ثم أسرعت إلى المرج المطل على قصرها تماما ككل صباح ، فتأخذ معها حقيبتها وكتبها وطعامها وتمضى النهار بأكمله على ضفة النهر أسفل المرج ثم ما تلبث أن تقفل عائدة إلى القصر لتقبل والدها وتبتسم إبتسامة صفراء لزوجة والدها ثم تسرع إلى غرفتها فى الطابق الأعلى .
مر النهار سريعا وعندما أوشك الظلام هدأ كل القصر وهدأت المدينة باسرها ، وأسرعت فيوليت إلى غرفتها وملىء عيونها نوم وإجهاد معلنة للجميع إنتهاء يوم جديد . وعندما أغلقت باب غرفتها ، لمع فى عينيها بريق ودب فى جسدها نشاط وبدا أن يومها لم ينتهى بعد ،
بل إنه على وشك البداية .
أسرعت إلى دولابها وحركت قطعة خشبية فى أسفله ظهر من خلفها درج خفىّ ، وأخرجت طاقم من الملابس السوداء وسيف فضى لامع غطته النقوش من كل جانب .
إن هذا الزى يخصّ شخص واحد فقط فى كل فرنسا ..
إنه زىّ ..
^
^
^
^
حارس الظلام
عدل سابقا من قبل ادهم الشرقاوى في الجمعة أغسطس 08, 2008 7:12 am عدل 1 مرات