بغض النظر عن التفاصيل، فلقد انتصرت المقاومة وأجبرت إسرائيل على تبادل الأسرى، وإطلاق عميد الأسرى، سمير قنطار الذي حكم عليه بـ «542» عاماً، وعاد 200 شهيد تتقدمهم عروس فلسطين ليلى المغربي. الشهداء يعودون، وإسرائيل وعلى لسان كبار مسؤوليها «أولمرت» تعيش أسوأ أيامها، وتضطر في النهاية ورغم المماطلات الكثيرة، والصلف والعنجهية التي ميزت خطابها، أن تصغي جيدا للمقاومة، وتقبل شروطها، وهذا في حد ذاته يؤشر على جملة حقائق أهمها: أولا: أن العدو الإسرائيلي لا يفهم إلا لغة واحدة، هي لغة المقاومة، ولا يحترم إلا الأقوياء، وباستعراض للواقع والوقائع نجد أنه رفض الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ورفض الانسحاب من الأراضي المحتلة، وبحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وتنكر لأبسط المعاني والقيم الواردة في اتفاقية جنيف الرابعة... وارتكب جرائم حرب، وحرب إبادة في دير ياسين، والدوايمة واللد والرملة وصبرا وشاتيلا، ومخيم جنين، وغزة ولا يزال. وفي المرات التي أجبر فيها على التفاوض، لإطلاق سراح الشهداء، نجد أنها المرات التي أسرت المقاومة جنودا للعدو، سواء في جنوب لبنان أو غزة. واضطر في النهاية إلى إطلاق الأسرى، مقابل جنوده الأحياء والأموات. ثانيا: إن إطلاق الأسرى وتحرير رفات الشهداء، وخاصة الذين يحتفظ بهم في ثلاجات أمثال الشهيدة دلال المغربي، يذكر الأمة بأبنائها الأبرار، الذين ضحوا من أجلها، ومن أجل اشرف القضايا «فلسطين والقدس»، ويؤكد أن الشهداء كانوا ولا يزالون وسيبقون أنبل بني الإنسان، وأفضلهم أحياء وأمواتا، فهم شارة النصر، وعنوان الوجود، وسر الحياة.. والأمة التي تنسى شهداءها، أمة ليست جديرة بالوجود والبقاء، علاوة على أن الإسلام العظيم قد خص الشهداء بمكانة عظيمة. ثالثا: عملية تبادل الأسرى هذه، لن تكون الأخيرة، وستكرر مرات ومرات، ما دام العدو مصر على عدم الانسحاب من الأراضي المحتلة وفي مقدمتها القدس، وعودة اللاجئين، مما يؤكد أهمية بقاء المقاومة وضرورة الانحياز لها كخيار وحيد، بعد أن ثبت أن العدو استغل ما يسمى بالمفاوضات، لفرض الأمر الواقع، ومصادرة الأرض وتهويد القدس. عودة الشهداء رسالة للأمة بأن تعود إلى قيمها الحقيقية، ورسالتها العظيمة القائمة على الشهادة والتضحية، لتبقى خير امة... ورسالة للأجيال بأن العدو الصهيوني وبعد ستين عاماً من الصراع، لم يتنازل عن إستراتيجية الصهيونية القائمة على العنصرية والاحتلال والتطهير العرقي وتهجير السكان، وأن لا بديل إذا أرادت البقاء حرة كريمة، إلا بالدفاع عن أرضها ومقدساتها وتحريرها من العدو الصهيوني. وطوبى للشهداء وهم يعودون يحملون شعلة الحرية. |
الشهداء يعودون..
زائر- زائر
- مساهمة رقم 1
الشهداء يعودون..
ميـــرون- المدير العام
- علم الدولة :
الجنسية : فلسطيني
- مساهمة رقم 2
رد: الشهداء يعودون..
هنيئاً لأسرى الحرية اللبنانيين انكسار القيد، وأسمى مشاعر التبريك والفخار لأهالي الشهداء
العرب من المغرب وتونس وصولاً إلى العراق والكويت.
غير أن الغصة هي كيف يدفع الفلسطينيون دوماً فاتورةً بشكل ما عندما يتعلق الموضوع
بـ«الصراع العربي ـ الإسرائيلي».
كنا نظن أن الشكل الوحيد لإحقاق حق العودة في ظل رفض الكولونيالية الصهيونية هي في أن
يدفن اللاجئ الفلسطيني المقاوم في «مقبرة الأرقام»على مقربة أو مبعدة من مسقط رأسه الأصلي
ولكن في وطنه، وعلى ذلك لم يشمل أي تبادل للأسرى قامت به م.ت.ف. جثامين الشهداء. فهم
قاتلوا من اجل العودة إلى الوطن وقد نالوها ولو كمحطة أخيرة.
وصية الكثير من الشهداء الفلسطينيين الذين نبشت قبورهم ـ وليست الشهيدة دلال المغربي
الوحيدة ـ أن يدفنوا في فلسطين، وما حصل أن مسار التفاوض في عملية التبادل بين حزب الله
وإسرائيل، سار في غير ذلك. فأغلقت حسابات الأسرى اللبنانيين في إسرائيل على حساب جثث
شهداء قال السيد حسن نصر الله أن السبب في شملهم بالصفقة هو إثبات وحدة المقاومة من
لبنان إلى فلسطين، وهو ما نرجوه.
المشكلة أن النقاش في هذا الموضوع يشمل قبل كل شيء حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة،
هؤلاء الشهداء مصنفون باعتبارهم مقاتلون أعداء «مخربون، أو إرهابيون» ولكنهم استراحوا
أخيراً في أرض الأجداد.
صفقة التبادل نزعت من هؤلاء حتى فرصة تحقيق حق العودة إلى ديارهم كشهداء، وثبتت لدى
الكولونيالية الصهيونية الحاكمة في تل أبيب سابقة باعتبار المقاتلين الأعداء من الفلسطينيين
سيدفنون في نهاية المطاف في مقبرة عربية. فنعود إلى دائرة البعد العربي للصراع، باعتبار أن
الفلسطينيين جزء من العالم العربي، أما اليهود فلهم دولة واحدة هي إسرائيل، وإذن فليستقبل
العرب إخوانهم في أراضيهم، ولتنتهي القضية عن هذا الحد.
ما كنا نأمل حصوله هو أن تتشاور المقاومة الإسلامية في لبنان مع فصائل المقاومة الفلسطينية
في مسألة تخص تاريخها العسكري ومقاتليها، وأن تنظر بعين الرأفة إلى جراح اندملت في
نفوس أهالي الشهداء، لا أن تأخذ زمام المبادرة بالنيابة عن الجميع وباسمهم.
بارك الله فيك
حبيبتي قلب فلسطين
دائما طروحاتك مميزة ولا يفوتك كل جديد
دمت ذخرا للوطن والقضية
دمت بحب
ميرون