واشنطن
عاصمة الماسونيين في العالم
ورقة الدولار الواحد مال الأمة العظمة الأولى في العالم تحمل رسائل من جماعة سرية لا أحد يعرف هدفها الحقيقي ـ الماسونيون ـ من هم هؤلاء الرجال الذين يقسمون بأن لا يكسروا صمتهم يوماً؟ أهم الأشخاص من التاريخ, هل هم وراء مؤامرة قديمة؟ أم أنها أخوية كرست نفسها لمساعدة الإنسانية؟
العاصمة الأمريكية واشنطن عاصمة أهم قوة في العالم, إنها مدينة بنيت لتثير الإعجاب, إنها مجموعة من الأقطار المتشابكة والمباني المدروسة, إنها أيضاً مدينة مليئة بالرموز والأسرار لكن هل يحمل تصميم واشنطن أبعاداً أعمق مما يظهر للعيان؟
تلك العاصمة هي من إنجاز مصمم للمدن فرنسي الجنسية هو بيار انفون, إنه صديق قديم لجورج واشنطن من الجيش, إنه الرئيس الأول الذي أدى دوراً مهماً في جعل أفكار أنفون حقيقة لا نزال نراها حتى اليوم.
في ذلك الوقت لم يكن واشنطن الرئيس الأول في الولايات المتحدة فحسب بل كان عضواً في أخوية تعرف بالماسونية.
وقد ساد فكر انبثق عن تصميم هذه المدينة الغريبة هناك رموز سرية وشعارات ماسونية مخبئة. فالأقمار الصناعية ذات درجات وضوح عالية توفر لنا مناظر من الأعلى لعاصمة الأمة الأمريكية العظمى, أولاً في الممر الموجود في البيت الأبيض أحد أشهر رموز الماسونية البيكار، ورمز أخر هو المربع الماسوني في ساحة الاتحاد, والأكثر غموضاً هو النجم الخماسي, إذ تتصل جذوره بالعبادة الوثنية وهو على صلة بالعبادة الشيطانية وموجود في أهم المعالم شمال غرب واشنطن، والنقطة الأخيرة من هذا النجم هو البيت الأبيض.
البواصل, المربعات, النجم الخماسي هل هي صدفة أم رسائل خفية؟ رسائل تركها الماسونيون.
الماسونية هي أخوية والانضمام إلى الماسونية يعني الانضمام إلى مجموعة من الرجال الذين يفكرون بالطريقة نفسها. فتعرف الماسونية أيضاً بالحرفة، تعود جذورها إلى جماعات البنائين في القرون الوسطى، في أواخر القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر حيث تحولت إلى نادي الرجال الذي نعرفه اليوم, انتقلت أخوية الماسونية من موقعها الحصري في المملكة المتحدة إلى القارة وإلى المستعمرات البريطانية, واليوم يصل عدد الماسونيين في العالم إلى ثلاثة ملايين.
الماسونيين هم أكثر انتشاراً في الولايات المتحدة الأميركية حيث يتواجد ما يقارب ثلاثة ملايين فرد, إنها إحدى أهم اللحظات في تاريخ أميركا لحظة التوقيع على الوثيقة التي أسست هذه الأمة.
تظهر الوقائع التاريخية أن تسعة من أصل الموقعين 56 على إعلان الاستقلال هم ماسونيون وقد نمت الأخوية مع نمو الأمة, 15 رئيساً أميركياً من أصل 43 رئيساً هم من الماسونيين.
يظن الكثيرون أن الماسونيين يتمتعون بسلطة أكبر من سلطتهم الفعلية, وأنهم هم المسؤولين عن تأسيس الولايات المتحدة, وبأنهم القوة السرية التي تدعم العرش, ووضع شعاراتهم على ورقة الدولار الواحد وأنهم يريدون السيطرة على العالم.
يقول البعض إن الدلائل على تأثير الماسونيين الكبير ظاهر للعيان، العين المراقبة موجودة في أعلى هرم غير كامل، العين المراقبة هي رمز واسع الانتشار عند الماسونيين ويتواجد في جميع المباني الماسونية في جميع أنحاء العالم، ابتداءً من السقوف في لندن إلى الكراسي في سكوتلندا وصولاً إلى الجدران في العاصمة واشنطن، هذا الرمز عند الماسونيين يعني القوة الإلهية التي تسيطر على الكون.
ينظر الماسونيون إلى العين في المثلث ويقولون إنها تجسد تحكم الشيطان أو إبليس بمجموعة من الأشخاص يقومون بأعماله على الأرض لهذا السبب وضعت العين في أعلى الهرم العظيم.
الرموز السرية, الرسائل المخبأة لطالما كانت جزءاً من تاريخ الماسونيين, لكن يدعي الماسونيون أنهم ليسوا مجتمعاً سرياً يقولون إنهم مجتمع يحمل بعض الأسرار.
نحن نملك مصافحة سرية وكلمات سرية واجتماعاتنا غير معلنة، وذلك يغذي ذعرهم، يعتبر الماسونيون أن السرية هي جزء من تقاليدهم وسوف يحافظون عليها. هذا الإصرار على السرية وضع الماسونيين في صلب أخطر نظريات المؤامرات في التاريخ.
حسب الماسونيين كان حيرام أبيف رئيسهم الذي جسّد الأسرار في أحد أهم المباني في العالم في معبد الملك سليمان لكن المعلومات التي كانت في حوزته أودت بحياته، قام ثلاثة حرفيين بمواجهة حيرام وطلبوا إليه أن يشي بأسراره التي جعلته رئيساً للماسونيين, لكن حيرام رفض أن يخون الثقة المقدسة، فهاجمه الحرفيون قطع أحدهم حنجرته بواسطة مسطرة وطعنه آخر في القلب بواسطة مسطرة مثلثة وقام الثالث بالضربة القاضية, أسماء المعتدين هي: جوبلا, جوبلو وجوبلم, هل يمكن أن يكون اليهود الذين تم ذكرهم في موقع جريمة القاتل؟ وما حدث بعد ذلك للقاتلين شكل دليلاً إضافياً في قضية القاتل، فحسب أخوية الماوسونيين بعد أن ربط الملك سليمان اليهود الثلاثة بمقتل حيرام, أمر أن يتم قتلهم حسب طقوس معينة، فقطعت حناجرهم وأخرجت أعضائهم الداخلية.
طالت الشائعات والنظريات الماسونيين منذ قرون لكن لماذا؟ ما هي حقيقة هذه المجموعة من الرجال المشكوك بأمرهم؟ من هم الماسونيون؟ خلف الأبواب المغلقة في مجمع البحرية الرابع في العاصمة واشنطن تنجلي الصورة, المراسم السرية, الطقوس القديمة جميعها تجري بشكل دائم, لكن اليوم تصور كاميرات محطة ناشونال جيوغرافيك فيما يختار الماسونيون رئيساً جديداً, حتى في عصر المعلومات لا يزال حجاب السرية يغطي الماسونيين.
لقد احتفظ الحجارون بسر مهنتهم واخترعوا مصافحات سرية وكلمات سرية للتعرف على أعضاء جماعتهم, حصل تغيير خلال قرن النهضة، إذ سمح للارستقراطيين بالانضمام إلى المجموعات لكنهم لم يعملوا بالحجارة، وكانوا يعرفون بالماسونيين المقبلين, انجذب الرجال إلى الأسرار والممارسات لدى البنائيين وأيضاً إلى فرصة الالتقاء والتجمع ضمن نوادي.
ففي أوائل القرن الثامن عشر لم تعد الجماعة نقابة عمالية بل أصبحت نادياً للرجال حصل تغيير ما، دخل قطاراً أحمر إلى النفق وعندما خرج تحول لونه إلى أخضر غير أحدهم لونه داخل النفق، لا نعرف من كان داخل النفق ولا السبب دفعه إلى التغيير، هذا تماماً ما حدث في الماسونية.
في العام 1717 محطة أساسية عند الماسونيين, فقد أسسوا منتجع إنجلترا الكبير الذي تمتع بسلطة على كل مجمعات إنجلترا, وتمتع بحقوق خاصة وبالحق في تأسيس مجموعات جديدة، ولمواكبة هذه السلطة المركزية الجديدة قرر المجمع الكبير تغيير طقوس الماسونيين ومراسمهم وتاريخهم, اختار الماسونيون جيمس أندرسون وهو وزير اسكوتلندي يعيش في لندن.
تفحص أندرسون الوثائق التاريخية المتوفرة ونظمها في كتاب أطلق عليه اسم «دستور الماسونيين» تم نشره في العام 1723 إحدى القواعد التي وردت في دستور أندرسون هو أنه على الإنسان أن يؤمن بالله أو بالخالق الأعظم ليصبح فرداً من الماسونيين لكنه لم يحدد من هو الله، وقد منع الدستور أيضاً المحادثات السياسية داخل المجمع وطلب من الماسونيين أن يكونوا مواطنين صالحين.
تطور أهم فرعين من الماسونية خلال القرن الثامن عشر، أتى المنسك السكوتلندي من فرنسا ومنسك يورك من إنجلترا, وقد طلب المنسكان من الماسونيين المرور بثلاث درجات.
تبدأ رحلة الماسوني بالدرجة الأولى التي تعرف بالمبتدئ المنضم, الدرجة الثانية هي الحرفي الزميل, والمرحلة الأخيرة تعرف بالماسوني المخضرم وهي الدرجة الثالثة، يقدم المنسك السكوتلاندي 33 درجة إضافية أما منسك يورك فيقدم عشر درجات.
تأتي كل درجة بمبدأ أخلاقي ومتصل بالقيم، ويجبرك على إقامة التزام جديد ضمن المجموعة.
أعلى درجة من منسك يورك يعرف بالنظام الماسونيين للفرسان المسيحيين.
ما يميز هؤلاء الفرسان عن الماسونيون هو أنهم ضمن منظمة مسيحية، يمكن لكل الديانات أن تنتمي إلى الماسونية, لكن الانتماء إلى الفرسان المسيحيين يجب أن يكون الفرد مسيحياً معترفاً به.
ليس ذلك الرابط هو الرابط الوحيد بين الماسونية والفرسان, ففي عام 1736 كتب الفارس مايكل رمزي خطاباً أثار بلبلة عند الماسونيين.
يتكلم خطاب رمزي عن نظرية تقول إن الماسونيين ينحدرون من الفرسان المحاربين من الأرض المقدسة وليس من عمال القرون الوسطى، لكن رمزي لم يذكر الفرسان المسيحيين بشكل مباشر في خطابه.
في الواقع يتمتع الفرسان بتاريخ غامض وبعض الماسونيين تسرعوا بالتوصل إلى خلاصة، هذا الرابط مع الفرسان وضع الماسونيين في صلب نظريات المؤامرات أثناء السنوات التي تلت.
في ضاحية مدينة ادمبرغ قد تحمل جدران كنيسة روسلان المنحوتة آثاراً للماسونيين السكوتلانديين القدامى، تعرف بكاتدرائية الرموز وتعود النقوش فيها إلى نصف القرن الخامس عشر, قد تدل بعض الصور كالسيوف والقبور عن الوجود القوي والسري للفرسان المسيحيين في سكوتلندا.
كان الفرسان في صلب اللغز الذي أحاط بالكأس المقدسة في كتاب رمزي دافنشي من الكاتب دان براون، ترسم القصة مسار الرحلة من معبد سليمان عبر أوروبا وصولاً إلى كنيسة روسلان، تظهر السجلات أن رحلة الفرسان إلى سكوتلندا بدأت في الشرق الأوسط.
في العام 1118 أسس نبيل فرنسي اسمه هيود بايان جماعة الجنود زملاء المسيح التابعون لمعبد سليمان من أجل حماية الحجاج وهم في طريقهم إلى الأرض المقدسة، في بادئ الأمر كانت مؤلفة من تسعة فرسان واكتسب المعبد قوة وسمعة أكبر في القرنين التاليين ليصبح أول نظام مصرفي دولي.
احتفظ الماسونيين بأسرار جماعتهم ودارت شكوك حول ممارستهم للطقوس, شعر بعض الملوك الأوروبيين بتهديد من قبل ثروة الماسونيين وتأثيرهم الواسع خاصة الملك فيليب الرابع الفرنسي، لذلك في الثالث عشر من أكتوبر من عام 1307 أمر الملك فيليب بحلّ الماسونيين لكن لم يتم القضاء عليهم بشكل تام.
يظن بعض مؤيدي نظرات التآمر أنهم وجدوا ملجأ آمناً في اسكوتلندا، قد تكون طقوسهم السرية ومبادراتهم بدأت بالتأثير على البنائين السكوتلنديين أي على الحرفيين كما كانوا يعرفون.
من المؤكد أن هناك سبباً يدعونا لنفكر أن الفرسان كانوا يؤثرون على الماسونيين لأن هناك تشابه كبير بين أنماطهما, فالفريقان يحاولان الحفاظ على سرية طقوسهما.
وفي مزيج الأساطير والتاريخ يبدو أن نقوش كنيسة روسلان تتكلم عن وجود الفرسان والماسونيين معاً، وبالطبع كان بعض أفراد عائلة سكنلير التي بنت كنيسة روسلان في القرن الخامس عشر من الفرسان المسيحيين.
لا أظن أن أحد يعرف ماذا أرادت أن تمثل كنيسة روسلان عند بنائها, يبدو أنه على صلة وثيقة بمجموعة من المعارف البدعية والباطنية بطريقة لم يفهمها حتى الأشخاص الذين بنوها، من اللافت أنها تضم محفزات كثيرة ظهرت لاحقاً في الماسونية.
الرموز الغامضة جميعها تغطي مساحات كنيسة روسلان، إنها صور نقية ووثنية في آن واحد, وعلى الجهة المواجهة للكنيسة تنتصب الملائكة المنحنية راكعة على أركابها وأياديها على قلبها، وهي في وضعية ملائكة الماسونيين التي تظهر في طقوسهم حتى اليوم.
ينتصب عمود المتدربين على يمين المذبح، تحمل العواميد والأساطير التي تتعلق بها معان ماسونية أيضاً، تتعلق بالعمل بالأحجار وبالعلاقة التي تربط رئيس الماسونيين بالمتدربين أي أعلى درجة من الماسونية وأدناها.
القصة تروي كيف أن الماسوني المخضرم تسلم رسوماً للعواميد، وطلب منه أن ينحتها، كان العامود الأصلي في روما، لذا توجه برحلة إلى روما ليلقي نظرة دقيقة عليه، وخلال رحلته كان المدرب عنده ينفذ صبره وقرر أن ينحت العامود بنفسه، عند عودته من السفر وجد أن تلميذه قد قام بالمهمة، التي اعتبر هو أنه لا يمكنه أن يقوم بها في لحظة غضب حمل أداة ثقيلة وقتل تلميذه.
يقال إن الرؤوس الثلاثة الموجودة فوق جزء الكنيسة المكرس للمعمودية تمثل الرئيس والتلميذ وأمه الباكية، لكن حتى هؤلاء الذين يعرفون كنيسة روسلان عليهم تجنب التحاليل المفرطة للرموز الموجودة فيها.
يجب أن نرى كنيسة روسلان من منظار مسيحي، في إطار القرون الوسطى ذلك لنفهم ماهيتها الحقيقية. أما إعادة تحليل كنيسة روسلان من منظار حديث فهو أمر خطير فنحن لا نعرف، أو أن معظمنا لا يعرف ماذا كانت الديانة المسيحية في القرون الوسطى، وماذا عنت وبماذا بشرت لقد نسينا ذلك.
ما من دليل ملموس لرابط بين الماسونيين والفرسان, يربط علماء النظريات التآمرية المجموعتين على بعد 543 ميلاً إلى الجنوب في شوارع باريس, في العام 1789 ثار الشعب الفرنسي ضد الملك لويس السادس عشر, لأول مرة في التاريخ
يتبع
عاصمة الماسونيين في العالم
ورقة الدولار الواحد مال الأمة العظمة الأولى في العالم تحمل رسائل من جماعة سرية لا أحد يعرف هدفها الحقيقي ـ الماسونيون ـ من هم هؤلاء الرجال الذين يقسمون بأن لا يكسروا صمتهم يوماً؟ أهم الأشخاص من التاريخ, هل هم وراء مؤامرة قديمة؟ أم أنها أخوية كرست نفسها لمساعدة الإنسانية؟
العاصمة الأمريكية واشنطن عاصمة أهم قوة في العالم, إنها مدينة بنيت لتثير الإعجاب, إنها مجموعة من الأقطار المتشابكة والمباني المدروسة, إنها أيضاً مدينة مليئة بالرموز والأسرار لكن هل يحمل تصميم واشنطن أبعاداً أعمق مما يظهر للعيان؟
تلك العاصمة هي من إنجاز مصمم للمدن فرنسي الجنسية هو بيار انفون, إنه صديق قديم لجورج واشنطن من الجيش, إنه الرئيس الأول الذي أدى دوراً مهماً في جعل أفكار أنفون حقيقة لا نزال نراها حتى اليوم.
في ذلك الوقت لم يكن واشنطن الرئيس الأول في الولايات المتحدة فحسب بل كان عضواً في أخوية تعرف بالماسونية.
وقد ساد فكر انبثق عن تصميم هذه المدينة الغريبة هناك رموز سرية وشعارات ماسونية مخبئة. فالأقمار الصناعية ذات درجات وضوح عالية توفر لنا مناظر من الأعلى لعاصمة الأمة الأمريكية العظمى, أولاً في الممر الموجود في البيت الأبيض أحد أشهر رموز الماسونية البيكار، ورمز أخر هو المربع الماسوني في ساحة الاتحاد, والأكثر غموضاً هو النجم الخماسي, إذ تتصل جذوره بالعبادة الوثنية وهو على صلة بالعبادة الشيطانية وموجود في أهم المعالم شمال غرب واشنطن، والنقطة الأخيرة من هذا النجم هو البيت الأبيض.
البواصل, المربعات, النجم الخماسي هل هي صدفة أم رسائل خفية؟ رسائل تركها الماسونيون.
الماسونية هي أخوية والانضمام إلى الماسونية يعني الانضمام إلى مجموعة من الرجال الذين يفكرون بالطريقة نفسها. فتعرف الماسونية أيضاً بالحرفة، تعود جذورها إلى جماعات البنائين في القرون الوسطى، في أواخر القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر حيث تحولت إلى نادي الرجال الذي نعرفه اليوم, انتقلت أخوية الماسونية من موقعها الحصري في المملكة المتحدة إلى القارة وإلى المستعمرات البريطانية, واليوم يصل عدد الماسونيين في العالم إلى ثلاثة ملايين.
الماسونيين هم أكثر انتشاراً في الولايات المتحدة الأميركية حيث يتواجد ما يقارب ثلاثة ملايين فرد, إنها إحدى أهم اللحظات في تاريخ أميركا لحظة التوقيع على الوثيقة التي أسست هذه الأمة.
تظهر الوقائع التاريخية أن تسعة من أصل الموقعين 56 على إعلان الاستقلال هم ماسونيون وقد نمت الأخوية مع نمو الأمة, 15 رئيساً أميركياً من أصل 43 رئيساً هم من الماسونيين.
يظن الكثيرون أن الماسونيين يتمتعون بسلطة أكبر من سلطتهم الفعلية, وأنهم هم المسؤولين عن تأسيس الولايات المتحدة, وبأنهم القوة السرية التي تدعم العرش, ووضع شعاراتهم على ورقة الدولار الواحد وأنهم يريدون السيطرة على العالم.
يقول البعض إن الدلائل على تأثير الماسونيين الكبير ظاهر للعيان، العين المراقبة موجودة في أعلى هرم غير كامل، العين المراقبة هي رمز واسع الانتشار عند الماسونيين ويتواجد في جميع المباني الماسونية في جميع أنحاء العالم، ابتداءً من السقوف في لندن إلى الكراسي في سكوتلندا وصولاً إلى الجدران في العاصمة واشنطن، هذا الرمز عند الماسونيين يعني القوة الإلهية التي تسيطر على الكون.
ينظر الماسونيون إلى العين في المثلث ويقولون إنها تجسد تحكم الشيطان أو إبليس بمجموعة من الأشخاص يقومون بأعماله على الأرض لهذا السبب وضعت العين في أعلى الهرم العظيم.
الرموز السرية, الرسائل المخبأة لطالما كانت جزءاً من تاريخ الماسونيين, لكن يدعي الماسونيون أنهم ليسوا مجتمعاً سرياً يقولون إنهم مجتمع يحمل بعض الأسرار.
نحن نملك مصافحة سرية وكلمات سرية واجتماعاتنا غير معلنة، وذلك يغذي ذعرهم، يعتبر الماسونيون أن السرية هي جزء من تقاليدهم وسوف يحافظون عليها. هذا الإصرار على السرية وضع الماسونيين في صلب أخطر نظريات المؤامرات في التاريخ.
حسب الماسونيين كان حيرام أبيف رئيسهم الذي جسّد الأسرار في أحد أهم المباني في العالم في معبد الملك سليمان لكن المعلومات التي كانت في حوزته أودت بحياته، قام ثلاثة حرفيين بمواجهة حيرام وطلبوا إليه أن يشي بأسراره التي جعلته رئيساً للماسونيين, لكن حيرام رفض أن يخون الثقة المقدسة، فهاجمه الحرفيون قطع أحدهم حنجرته بواسطة مسطرة وطعنه آخر في القلب بواسطة مسطرة مثلثة وقام الثالث بالضربة القاضية, أسماء المعتدين هي: جوبلا, جوبلو وجوبلم, هل يمكن أن يكون اليهود الذين تم ذكرهم في موقع جريمة القاتل؟ وما حدث بعد ذلك للقاتلين شكل دليلاً إضافياً في قضية القاتل، فحسب أخوية الماوسونيين بعد أن ربط الملك سليمان اليهود الثلاثة بمقتل حيرام, أمر أن يتم قتلهم حسب طقوس معينة، فقطعت حناجرهم وأخرجت أعضائهم الداخلية.
طالت الشائعات والنظريات الماسونيين منذ قرون لكن لماذا؟ ما هي حقيقة هذه المجموعة من الرجال المشكوك بأمرهم؟ من هم الماسونيون؟ خلف الأبواب المغلقة في مجمع البحرية الرابع في العاصمة واشنطن تنجلي الصورة, المراسم السرية, الطقوس القديمة جميعها تجري بشكل دائم, لكن اليوم تصور كاميرات محطة ناشونال جيوغرافيك فيما يختار الماسونيون رئيساً جديداً, حتى في عصر المعلومات لا يزال حجاب السرية يغطي الماسونيين.
لقد احتفظ الحجارون بسر مهنتهم واخترعوا مصافحات سرية وكلمات سرية للتعرف على أعضاء جماعتهم, حصل تغيير خلال قرن النهضة، إذ سمح للارستقراطيين بالانضمام إلى المجموعات لكنهم لم يعملوا بالحجارة، وكانوا يعرفون بالماسونيين المقبلين, انجذب الرجال إلى الأسرار والممارسات لدى البنائيين وأيضاً إلى فرصة الالتقاء والتجمع ضمن نوادي.
ففي أوائل القرن الثامن عشر لم تعد الجماعة نقابة عمالية بل أصبحت نادياً للرجال حصل تغيير ما، دخل قطاراً أحمر إلى النفق وعندما خرج تحول لونه إلى أخضر غير أحدهم لونه داخل النفق، لا نعرف من كان داخل النفق ولا السبب دفعه إلى التغيير، هذا تماماً ما حدث في الماسونية.
في العام 1717 محطة أساسية عند الماسونيين, فقد أسسوا منتجع إنجلترا الكبير الذي تمتع بسلطة على كل مجمعات إنجلترا, وتمتع بحقوق خاصة وبالحق في تأسيس مجموعات جديدة، ولمواكبة هذه السلطة المركزية الجديدة قرر المجمع الكبير تغيير طقوس الماسونيين ومراسمهم وتاريخهم, اختار الماسونيون جيمس أندرسون وهو وزير اسكوتلندي يعيش في لندن.
تفحص أندرسون الوثائق التاريخية المتوفرة ونظمها في كتاب أطلق عليه اسم «دستور الماسونيين» تم نشره في العام 1723 إحدى القواعد التي وردت في دستور أندرسون هو أنه على الإنسان أن يؤمن بالله أو بالخالق الأعظم ليصبح فرداً من الماسونيين لكنه لم يحدد من هو الله، وقد منع الدستور أيضاً المحادثات السياسية داخل المجمع وطلب من الماسونيين أن يكونوا مواطنين صالحين.
تطور أهم فرعين من الماسونية خلال القرن الثامن عشر، أتى المنسك السكوتلندي من فرنسا ومنسك يورك من إنجلترا, وقد طلب المنسكان من الماسونيين المرور بثلاث درجات.
تبدأ رحلة الماسوني بالدرجة الأولى التي تعرف بالمبتدئ المنضم, الدرجة الثانية هي الحرفي الزميل, والمرحلة الأخيرة تعرف بالماسوني المخضرم وهي الدرجة الثالثة، يقدم المنسك السكوتلاندي 33 درجة إضافية أما منسك يورك فيقدم عشر درجات.
تأتي كل درجة بمبدأ أخلاقي ومتصل بالقيم، ويجبرك على إقامة التزام جديد ضمن المجموعة.
أعلى درجة من منسك يورك يعرف بالنظام الماسونيين للفرسان المسيحيين.
ما يميز هؤلاء الفرسان عن الماسونيون هو أنهم ضمن منظمة مسيحية، يمكن لكل الديانات أن تنتمي إلى الماسونية, لكن الانتماء إلى الفرسان المسيحيين يجب أن يكون الفرد مسيحياً معترفاً به.
ليس ذلك الرابط هو الرابط الوحيد بين الماسونية والفرسان, ففي عام 1736 كتب الفارس مايكل رمزي خطاباً أثار بلبلة عند الماسونيين.
يتكلم خطاب رمزي عن نظرية تقول إن الماسونيين ينحدرون من الفرسان المحاربين من الأرض المقدسة وليس من عمال القرون الوسطى، لكن رمزي لم يذكر الفرسان المسيحيين بشكل مباشر في خطابه.
في الواقع يتمتع الفرسان بتاريخ غامض وبعض الماسونيين تسرعوا بالتوصل إلى خلاصة، هذا الرابط مع الفرسان وضع الماسونيين في صلب نظريات المؤامرات أثناء السنوات التي تلت.
في ضاحية مدينة ادمبرغ قد تحمل جدران كنيسة روسلان المنحوتة آثاراً للماسونيين السكوتلانديين القدامى، تعرف بكاتدرائية الرموز وتعود النقوش فيها إلى نصف القرن الخامس عشر, قد تدل بعض الصور كالسيوف والقبور عن الوجود القوي والسري للفرسان المسيحيين في سكوتلندا.
كان الفرسان في صلب اللغز الذي أحاط بالكأس المقدسة في كتاب رمزي دافنشي من الكاتب دان براون، ترسم القصة مسار الرحلة من معبد سليمان عبر أوروبا وصولاً إلى كنيسة روسلان، تظهر السجلات أن رحلة الفرسان إلى سكوتلندا بدأت في الشرق الأوسط.
في العام 1118 أسس نبيل فرنسي اسمه هيود بايان جماعة الجنود زملاء المسيح التابعون لمعبد سليمان من أجل حماية الحجاج وهم في طريقهم إلى الأرض المقدسة، في بادئ الأمر كانت مؤلفة من تسعة فرسان واكتسب المعبد قوة وسمعة أكبر في القرنين التاليين ليصبح أول نظام مصرفي دولي.
احتفظ الماسونيين بأسرار جماعتهم ودارت شكوك حول ممارستهم للطقوس, شعر بعض الملوك الأوروبيين بتهديد من قبل ثروة الماسونيين وتأثيرهم الواسع خاصة الملك فيليب الرابع الفرنسي، لذلك في الثالث عشر من أكتوبر من عام 1307 أمر الملك فيليب بحلّ الماسونيين لكن لم يتم القضاء عليهم بشكل تام.
يظن بعض مؤيدي نظرات التآمر أنهم وجدوا ملجأ آمناً في اسكوتلندا، قد تكون طقوسهم السرية ومبادراتهم بدأت بالتأثير على البنائين السكوتلنديين أي على الحرفيين كما كانوا يعرفون.
من المؤكد أن هناك سبباً يدعونا لنفكر أن الفرسان كانوا يؤثرون على الماسونيين لأن هناك تشابه كبير بين أنماطهما, فالفريقان يحاولان الحفاظ على سرية طقوسهما.
وفي مزيج الأساطير والتاريخ يبدو أن نقوش كنيسة روسلان تتكلم عن وجود الفرسان والماسونيين معاً، وبالطبع كان بعض أفراد عائلة سكنلير التي بنت كنيسة روسلان في القرن الخامس عشر من الفرسان المسيحيين.
لا أظن أن أحد يعرف ماذا أرادت أن تمثل كنيسة روسلان عند بنائها, يبدو أنه على صلة وثيقة بمجموعة من المعارف البدعية والباطنية بطريقة لم يفهمها حتى الأشخاص الذين بنوها، من اللافت أنها تضم محفزات كثيرة ظهرت لاحقاً في الماسونية.
الرموز الغامضة جميعها تغطي مساحات كنيسة روسلان، إنها صور نقية ووثنية في آن واحد, وعلى الجهة المواجهة للكنيسة تنتصب الملائكة المنحنية راكعة على أركابها وأياديها على قلبها، وهي في وضعية ملائكة الماسونيين التي تظهر في طقوسهم حتى اليوم.
ينتصب عمود المتدربين على يمين المذبح، تحمل العواميد والأساطير التي تتعلق بها معان ماسونية أيضاً، تتعلق بالعمل بالأحجار وبالعلاقة التي تربط رئيس الماسونيين بالمتدربين أي أعلى درجة من الماسونية وأدناها.
القصة تروي كيف أن الماسوني المخضرم تسلم رسوماً للعواميد، وطلب منه أن ينحتها، كان العامود الأصلي في روما، لذا توجه برحلة إلى روما ليلقي نظرة دقيقة عليه، وخلال رحلته كان المدرب عنده ينفذ صبره وقرر أن ينحت العامود بنفسه، عند عودته من السفر وجد أن تلميذه قد قام بالمهمة، التي اعتبر هو أنه لا يمكنه أن يقوم بها في لحظة غضب حمل أداة ثقيلة وقتل تلميذه.
يقال إن الرؤوس الثلاثة الموجودة فوق جزء الكنيسة المكرس للمعمودية تمثل الرئيس والتلميذ وأمه الباكية، لكن حتى هؤلاء الذين يعرفون كنيسة روسلان عليهم تجنب التحاليل المفرطة للرموز الموجودة فيها.
يجب أن نرى كنيسة روسلان من منظار مسيحي، في إطار القرون الوسطى ذلك لنفهم ماهيتها الحقيقية. أما إعادة تحليل كنيسة روسلان من منظار حديث فهو أمر خطير فنحن لا نعرف، أو أن معظمنا لا يعرف ماذا كانت الديانة المسيحية في القرون الوسطى، وماذا عنت وبماذا بشرت لقد نسينا ذلك.
ما من دليل ملموس لرابط بين الماسونيين والفرسان, يربط علماء النظريات التآمرية المجموعتين على بعد 543 ميلاً إلى الجنوب في شوارع باريس, في العام 1789 ثار الشعب الفرنسي ضد الملك لويس السادس عشر, لأول مرة في التاريخ
يتبع