الصوفية
نشأت الصوفية بداءها من الزهد و التقوى في الإسلام، و استقامت بعدها على العلم و برهان سخافة الأديان، من تأثيرات داخلية و عوامل خارجية، ساعدتها ورود الإسلام و اختلاف الأعمال في بقاع الأرض المختلفة.
تؤلف الصوفية مجموعة من الطرق و الأذكار التي يتلوها المريد في أوقات مختلفة حسب توصيات مشايخ الطريقة بغية تنقية النفس و تطهيرها ليرتقي في المراتب الروحية التي يمكن أن توصله إلى درجة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. الصوفية أو التصوف ليست دين أو مذهب إنما هي منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله عز و جل, كما يعرفها أصحابها. أما معارضيها فيعتبرونها ممارسة تعبدية لم تذكر لا في القرآن ولا في السنة و لا يصح أي سند لإثباتها و عليه فهي تدخل في نطاق البدعة المحرمة التي نهى عنها رسول الله. تقوم الصوفية على فكرة الولاية, حيث يعتبر الولي عارفا بالله الذي يمنحه كرامات تماثل معجزات الأنبياء مثل شفاء المرضى و كشف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], و هذا ما عرضها في بداية القرن الماضي لهجوم المتعلمين في الغرب باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام . حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله بالكشف والمشاهدة.
أصل التسمية للاسم عشرات المعاني والاسم عرف من عهود الائمة الاربعة وقال الأمام أحمد لأبو حمزة ماذا تقول في(كذا)ياصوفي وكان يكرم أبي حمزة ولا يذمه . فقيل من الصفا وقيل من الصف الأول في الصلاة وقيل من الصوف وهو الأرجح وقيل غير ذلك كثير . قال ابن خلكان في وفيات الأعيان وهو يتكلم عن امام الحرمين الجويني ,كان اذا تكلم في التصوف ابكى الناس.وأهل السنة يعتبرون علم التصوف جزء من العلوم الاسلامية التي هي من عصب الدين . والتصوف منهج لتنقية النفس من الكبر والعجب والترقيب في العبادة وهو ينشد اخلاص العبادة لله الواحد القهار ويدرب التنفس على التواضع واتخاذ الافتقار لله منهجا واكثارالذكر لله وكذلك الحضور الدائم لله والرغبة في ما عند الله والاتجاه الكلي لله ومن غير الله يحرك الساكن ومن غيره يرزق ومن غيره يخلق ومن غيره يغلب ويحي ويمين ويعز ويذل وهكذا وهكذا. و بالتوجه الكلي لله يكون الترقي عبر المدارج والمنازل التي أشار اليها شيخ الاسلام كما يلغبه ابن قيم الجوزية وابن رجب, ذلك هو الامام عبد الله ابن محمد الهروي صاحب الكتاب الصوفي منازل السئرين شرحه وعلق عليه ابن الجوزي في كتابه مدارج السالكين في اياك نعبده واياك نستعين.
النشأة و التاريخ
إن الصوفية مثلهم مثل أي فرقة اسلامية أخرى أن تأخذ مرجعيتها من العصر النبوي الذي يعتبر المرجع الأساسي الشرعي في مجمل التاريخ الإسلامي, وبالتالي فإن كل طريقة صوفية تربط أورادها بسند رجال يعيدها إلى أحد الصحابة أو إلى الرسول الكريم (ص) بذاته. في الحقيقة ان مصطلح الصوفية لم يظهر الا في بدايات القرن الثالث الهجري لكن جذوره يمكن تتبعها قبل ذلك.
بشكل عام يمكن القول أن معظم الحركات الفكرية و السياسية في الحضارة العربية الاسلامية تعود لامتزاج عدة عناصر مختلفة تواجدت في منطقة المشرق العربي الممتد من منطقة الرافدين إلى وادي النيل . فإضافة إلى العنصر الاسلامي الأصيل الذي يتألف من النصوص الشرعية و العادات الإجتماعية التي جاء بها الإسلام يوجد بقايا الموروث الجاهلي الذي بقي كامنا والموروث الفارسي المتمركز أساسا في بلاد الرافدين و الموروث اليوناني الروماني اضافة إلى الموروثات من الشعوب المحلية السامية و غير السامية في هذه المنطقة الواسعة التي شهدت مع العصر الذهبي للدولة العباسية عصر تدوين شمل اندماج هذه الثقافات أو صدامها .
من هنا ينطبق هذا التركيب على نشأه الصوفية التي بدأت كسلوكيات عامة يغلب عليها طابع الزهد في الدنيا و الطمع بالآخرة : تندرج هذه السلوكيات ضمن تياري زهد رئيسيين :
ثم ظهر تيار في الكوفة ذو توجه فكري ذو جذور عرفانية أو ما يدعى بالغنوصية أهم أشخاصه جابر بن حيان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], الا أن هؤلاء الأشخاص لا يمكن حسبانهم ضمن التصوف الإسلامي.
التصوف ضمن تيار الزهد الإسلامي هو الجنيد أبو القاسم بن محمد توفي 297 هجري الذي كانت له آراء خاصة في التوحيد و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، ثم ظهرمنصور الحلاج الذي كان أول من صرح بالحديث عن الاتحاد والحلول، لتنغمس الصوفية بعدها في الغنوصية و تتعمق فيها .
شهدت الصوفية بعد ذللك قفزة جديدة بالتحول الجذري عند الإمام الغزالي الذي انقلب من مدرسة المتكلمين إلى المدرسة الصوفية و كان كتابه ( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) محاولة لتاسيس العلوم الشرعية بصياغة صوفية ، تلاه اعتماد الكثير من الفقهاء أبرزهم عبد القادر الجيلاني للصوفية كطريقة للتربية الإيمانية ، و يبدو أن الجيلاني و تلاميذه الذين انتشروا في كافة بقاع المشرق العربي عادوا بالتصوف إلى الجذور الإسلامية بالتركيز مرة أخرى على تعليم القرآن و الحديث مقتدين بأشخاص مثل الحارث المحاسبي ، و الدليل على ذلك أن ابن تيميةرغم الهجوم الضاري الذي يشنه على الصوفية في عصره ، يمتدح أشخاصا مثل الجيلاني و أحمد الرفاعي . و ينسب بعض المؤرخين لهذه المدارس الصوفية المنتشرة دورا كبيرا في تأسيس الجيش المؤمن الذي ساند صلاح الدين في حربه ضد الصليبيين .
بعد حكم الأيوبيين مباشرة عادت الصوفية للأفكار الفلسفية الميتافيزيقيا التي تأسست أكثر و ترسخت ضمن الصوفية على يد محي الدين بن عربي الذي قام في كتبه و أهمها فصوص الحكم و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) بتذليل الكثير من المعارف والتي كانت عصية الفهم فضلا على إثبات مطابقتها للشرع.
الفكر الصوفي
رغم الإستناد المباشر و الصريح لكتب الصوفية على الأصول الشرعية لأهل السنة من قرآن و سنة في تدعيم أفكارها ، فإن الباحثين في بنية الفكر الصوفي يلاحظون دائما تشابها بين الفكر الصوفي و الفكر الشيعي و كثيرا ما يلجأون للمقارنة بين إمام الشيعة و ولي الصوفية ... فولي الصوفية يرث العلم عن الأنبياء و هو الذي يملك الحقيقة تماما مثل الإمام الشيعي . حتى أن بعض كتب الصوفية تمنح الأولياء عصمة مشابهة لعصمة أئمة الشيعة ، لكن هذا التشابه غير مستغرب عندما نعرف أن هذه الأفكار تأتي أساسا من منبع واحد يتمثل في الأسرار الغنوصية العرفانية أو ما يعرف بالهرمسية ، و تكتمل بناء هذه الأفكار الغنوصية عند الصوفية بشكل ملفت في كتب محي الدين بن عربي الذي يتحدث في كتبه عن العوالم السبعة التي يقوم البعض بتشبيهها بنظرية الأفلاك أو العقول السبعة عند إخوان الصفا الإسماعيلية .
هذا الأمر أيضا هو ما يدفع بعض الباحثين لإعتبار الصوفية المنافس السني للشيعة على الأفكار الغنوصية ، و هذا ما يشرح العداء في البدء بين الصوفية و الشيعة ، فالصوفية أيضا نافست الشيعة في الإنتساب لآل البيت و تشريفهم معطية اعتبارا كبيرا لعلي و أولاده .
العبادات و الطرق الصوفية
تعتمد الصوفية بشكل عام على مجموعة ممارسات تقوم على نبذ الدنيا والعمل والتفرغ التام للطاعة والعبادات بالإضافة إلى مجموعة من الأوراد والأذكار يتوارثها الصوفيون من شيخ إلى آخر,وإتباع شيخ شئ أساسي في الفكر الصوفي (من لا شيخ له فالشيطان شيخه),
ومن أهم الطرق الصوفية :
8 الطريقة البرهانية الدسوقية وتنسب إلى سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي صاحب المقام بـ(دسوق)
9 الطريقة الكسنزانية نسبة إلى الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان الحسيني
10 الطريقة المولوية:نسبة إلى فرقة عسكرية عثمانية.
11 الطريقة القدسية:نسبة إلى الشيخ خليل القدسي دفين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الصغرى(مقبرة الجنبد البغدادي)بالجانب الغربي من بغداد.
12 الطريقة الرفاعية القادرية:ويراسها الشيخ عيسى السلامي دفين البصيرة في سوريا والشيخ نامس .
13 الطريقه الخلوتيه الدوميه:وهي خلوتيه نسبه الي سيدي عبدالسلام الخلوتي وهي دوميه نسبه الي سيدي الدومي المدفون بمصر
التربية الصوفية
تركز المدارس الصوفية بشكل خاص على مبادئ تربية الروح و النفس و تنمية روح المراقبة و المحاسبة عند الأفراد ، كما تستفيد من كثير من الطرق الجماعية لممارسة العبادة لتقوية الأواصر بين أتباع الطريقة المريدين ، هذا التركيز على الممارسات العبادية الجماعية و الشعور بالسعادة من جراء التقرب من الله يجذب الكثير من الناس بما يمنحه لهم من اطمئنان نفسي و يجعل الصوفية ذات شعبية كبيرة ، لذلك كان للصوفية دورا كبيرا في نشر الإسلام سيما في المناطق البعيدة مثل افريقيا حيث تمتلك الصوفية مرونة تمكنها من اقتباس بعض الممارسات و الطقوس المحلية الإفريقية . تقوم الكثير من الطرق الصوفية بتشكيل أساس التنظيمات الإجتماعية في الكثير من الدول الإسلامية ، وهي إن قل نفوذها في معظم الدول العربية الا أن تاثيرها في مناطق مثل الهند و باكستان و معظم الدول الإفريقية المسلمة ما زال كبيرا .
عوالم الغيبة عند الصوفية
الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف بعد الكتاب و السنة ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
يتبع
نشأت الصوفية بداءها من الزهد و التقوى في الإسلام، و استقامت بعدها على العلم و برهان سخافة الأديان، من تأثيرات داخلية و عوامل خارجية، ساعدتها ورود الإسلام و اختلاف الأعمال في بقاع الأرض المختلفة.
تؤلف الصوفية مجموعة من الطرق و الأذكار التي يتلوها المريد في أوقات مختلفة حسب توصيات مشايخ الطريقة بغية تنقية النفس و تطهيرها ليرتقي في المراتب الروحية التي يمكن أن توصله إلى درجة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. الصوفية أو التصوف ليست دين أو مذهب إنما هي منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله عز و جل, كما يعرفها أصحابها. أما معارضيها فيعتبرونها ممارسة تعبدية لم تذكر لا في القرآن ولا في السنة و لا يصح أي سند لإثباتها و عليه فهي تدخل في نطاق البدعة المحرمة التي نهى عنها رسول الله. تقوم الصوفية على فكرة الولاية, حيث يعتبر الولي عارفا بالله الذي يمنحه كرامات تماثل معجزات الأنبياء مثل شفاء المرضى و كشف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], و هذا ما عرضها في بداية القرن الماضي لهجوم المتعلمين في الغرب باعتبارها ممثلة للثقافة الدينية التي تنشر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], ثم بدأ مع منتصف القرن الماضي الهجوم من قبل المدرسة السلفية باعتبارها بدعة دخيلة على الإسلام . حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنـزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله بالكشف والمشاهدة.
أصل التسمية للاسم عشرات المعاني والاسم عرف من عهود الائمة الاربعة وقال الأمام أحمد لأبو حمزة ماذا تقول في(كذا)ياصوفي وكان يكرم أبي حمزة ولا يذمه . فقيل من الصفا وقيل من الصف الأول في الصلاة وقيل من الصوف وهو الأرجح وقيل غير ذلك كثير . قال ابن خلكان في وفيات الأعيان وهو يتكلم عن امام الحرمين الجويني ,كان اذا تكلم في التصوف ابكى الناس.وأهل السنة يعتبرون علم التصوف جزء من العلوم الاسلامية التي هي من عصب الدين . والتصوف منهج لتنقية النفس من الكبر والعجب والترقيب في العبادة وهو ينشد اخلاص العبادة لله الواحد القهار ويدرب التنفس على التواضع واتخاذ الافتقار لله منهجا واكثارالذكر لله وكذلك الحضور الدائم لله والرغبة في ما عند الله والاتجاه الكلي لله ومن غير الله يحرك الساكن ومن غيره يرزق ومن غيره يخلق ومن غيره يغلب ويحي ويمين ويعز ويذل وهكذا وهكذا. و بالتوجه الكلي لله يكون الترقي عبر المدارج والمنازل التي أشار اليها شيخ الاسلام كما يلغبه ابن قيم الجوزية وابن رجب, ذلك هو الامام عبد الله ابن محمد الهروي صاحب الكتاب الصوفي منازل السئرين شرحه وعلق عليه ابن الجوزي في كتابه مدارج السالكين في اياك نعبده واياك نستعين.
إن الصوفية مثلهم مثل أي فرقة اسلامية أخرى أن تأخذ مرجعيتها من العصر النبوي الذي يعتبر المرجع الأساسي الشرعي في مجمل التاريخ الإسلامي, وبالتالي فإن كل طريقة صوفية تربط أورادها بسند رجال يعيدها إلى أحد الصحابة أو إلى الرسول الكريم (ص) بذاته. في الحقيقة ان مصطلح الصوفية لم يظهر الا في بدايات القرن الثالث الهجري لكن جذوره يمكن تتبعها قبل ذلك.
بشكل عام يمكن القول أن معظم الحركات الفكرية و السياسية في الحضارة العربية الاسلامية تعود لامتزاج عدة عناصر مختلفة تواجدت في منطقة المشرق العربي الممتد من منطقة الرافدين إلى وادي النيل . فإضافة إلى العنصر الاسلامي الأصيل الذي يتألف من النصوص الشرعية و العادات الإجتماعية التي جاء بها الإسلام يوجد بقايا الموروث الجاهلي الذي بقي كامنا والموروث الفارسي المتمركز أساسا في بلاد الرافدين و الموروث اليوناني الروماني اضافة إلى الموروثات من الشعوب المحلية السامية و غير السامية في هذه المنطقة الواسعة التي شهدت مع العصر الذهبي للدولة العباسية عصر تدوين شمل اندماج هذه الثقافات أو صدامها .
من هنا ينطبق هذا التركيب على نشأه الصوفية التي بدأت كسلوكيات عامة يغلب عليها طابع الزهد في الدنيا و الطمع بالآخرة : تندرج هذه السلوكيات ضمن تياري زهد رئيسيين :
- تيار يمثله أئمة من أهل السنة و الجماعة تميل إلى تفضيل نصوص الترهيب و الترغيب و تحض على الزهد في الدنيا (يمثله الحسن البصري والحارث المحاسبي).
- تيار ذو أصول فارسية يعتبر احياء لموروث سلوكي فارسي قديم ، يعتمد على هجر بعض الناس للدنيا في سبيل تحقيق زعامة دنيوية و الحصول على أتباع و مؤيدين (أهمهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
ثم ظهر تيار في الكوفة ذو توجه فكري ذو جذور عرفانية أو ما يدعى بالغنوصية أهم أشخاصه جابر بن حيان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط], الا أن هؤلاء الأشخاص لا يمكن حسبانهم ضمن التصوف الإسلامي.
التصوف ضمن تيار الزهد الإسلامي هو الجنيد أبو القاسم بن محمد توفي 297 هجري الذي كانت له آراء خاصة في التوحيد و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ، ثم ظهرمنصور الحلاج الذي كان أول من صرح بالحديث عن الاتحاد والحلول، لتنغمس الصوفية بعدها في الغنوصية و تتعمق فيها .
شهدت الصوفية بعد ذللك قفزة جديدة بالتحول الجذري عند الإمام الغزالي الذي انقلب من مدرسة المتكلمين إلى المدرسة الصوفية و كان كتابه ( [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) محاولة لتاسيس العلوم الشرعية بصياغة صوفية ، تلاه اعتماد الكثير من الفقهاء أبرزهم عبد القادر الجيلاني للصوفية كطريقة للتربية الإيمانية ، و يبدو أن الجيلاني و تلاميذه الذين انتشروا في كافة بقاع المشرق العربي عادوا بالتصوف إلى الجذور الإسلامية بالتركيز مرة أخرى على تعليم القرآن و الحديث مقتدين بأشخاص مثل الحارث المحاسبي ، و الدليل على ذلك أن ابن تيميةرغم الهجوم الضاري الذي يشنه على الصوفية في عصره ، يمتدح أشخاصا مثل الجيلاني و أحمد الرفاعي . و ينسب بعض المؤرخين لهذه المدارس الصوفية المنتشرة دورا كبيرا في تأسيس الجيش المؤمن الذي ساند صلاح الدين في حربه ضد الصليبيين .
بعد حكم الأيوبيين مباشرة عادت الصوفية للأفكار الفلسفية الميتافيزيقيا التي تأسست أكثر و ترسخت ضمن الصوفية على يد محي الدين بن عربي الذي قام في كتبه و أهمها فصوص الحكم و [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ) بتذليل الكثير من المعارف والتي كانت عصية الفهم فضلا على إثبات مطابقتها للشرع.
الفكر الصوفي
رغم الإستناد المباشر و الصريح لكتب الصوفية على الأصول الشرعية لأهل السنة من قرآن و سنة في تدعيم أفكارها ، فإن الباحثين في بنية الفكر الصوفي يلاحظون دائما تشابها بين الفكر الصوفي و الفكر الشيعي و كثيرا ما يلجأون للمقارنة بين إمام الشيعة و ولي الصوفية ... فولي الصوفية يرث العلم عن الأنبياء و هو الذي يملك الحقيقة تماما مثل الإمام الشيعي . حتى أن بعض كتب الصوفية تمنح الأولياء عصمة مشابهة لعصمة أئمة الشيعة ، لكن هذا التشابه غير مستغرب عندما نعرف أن هذه الأفكار تأتي أساسا من منبع واحد يتمثل في الأسرار الغنوصية العرفانية أو ما يعرف بالهرمسية ، و تكتمل بناء هذه الأفكار الغنوصية عند الصوفية بشكل ملفت في كتب محي الدين بن عربي الذي يتحدث في كتبه عن العوالم السبعة التي يقوم البعض بتشبيهها بنظرية الأفلاك أو العقول السبعة عند إخوان الصفا الإسماعيلية .
هذا الأمر أيضا هو ما يدفع بعض الباحثين لإعتبار الصوفية المنافس السني للشيعة على الأفكار الغنوصية ، و هذا ما يشرح العداء في البدء بين الصوفية و الشيعة ، فالصوفية أيضا نافست الشيعة في الإنتساب لآل البيت و تشريفهم معطية اعتبارا كبيرا لعلي و أولاده .
العبادات و الطرق الصوفية
تعتمد الصوفية بشكل عام على مجموعة ممارسات تقوم على نبذ الدنيا والعمل والتفرغ التام للطاعة والعبادات بالإضافة إلى مجموعة من الأوراد والأذكار يتوارثها الصوفيون من شيخ إلى آخر,وإتباع شيخ شئ أساسي في الفكر الصوفي (من لا شيخ له فالشيطان شيخه),
ومن أهم الطرق الصوفية :
- الطريقة النقشبندية و تنسب إلي بهاء الدين نقشبند
- الطريقة الجعفرية و تنسب لسيدي الشيخ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] شيخ الأزهر الشريف.
- الطريقة الرفاعية: والتي تنسب إلى الشيخ أحمد الرفاعي.
- الطريقة القادرية: وتنسب إلى الشبخ عبد القادر الجيلاني.
- الطريقة الشاذلية : وتنسب إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي.
- الطريقة التيجانية :
- الطريقة الأحمدية و تعرف أيضا البدوية، نسبة للسيد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الحسني المدفون بطنطا.
8 الطريقة البرهانية الدسوقية وتنسب إلى سيدي إبراهيم القرشي الدسوقي صاحب المقام بـ(دسوق)
9 الطريقة الكسنزانية نسبة إلى الشيخ عبد الكريم شاه الكسنزان الحسيني
10 الطريقة المولوية:نسبة إلى فرقة عسكرية عثمانية.
11 الطريقة القدسية:نسبة إلى الشيخ خليل القدسي دفين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الصغرى(مقبرة الجنبد البغدادي)بالجانب الغربي من بغداد.
12 الطريقة الرفاعية القادرية:ويراسها الشيخ عيسى السلامي دفين البصيرة في سوريا والشيخ نامس .
13 الطريقه الخلوتيه الدوميه:وهي خلوتيه نسبه الي سيدي عبدالسلام الخلوتي وهي دوميه نسبه الي سيدي الدومي المدفون بمصر
التربية الصوفية
تركز المدارس الصوفية بشكل خاص على مبادئ تربية الروح و النفس و تنمية روح المراقبة و المحاسبة عند الأفراد ، كما تستفيد من كثير من الطرق الجماعية لممارسة العبادة لتقوية الأواصر بين أتباع الطريقة المريدين ، هذا التركيز على الممارسات العبادية الجماعية و الشعور بالسعادة من جراء التقرب من الله يجذب الكثير من الناس بما يمنحه لهم من اطمئنان نفسي و يجعل الصوفية ذات شعبية كبيرة ، لذلك كان للصوفية دورا كبيرا في نشر الإسلام سيما في المناطق البعيدة مثل افريقيا حيث تمتلك الصوفية مرونة تمكنها من اقتباس بعض الممارسات و الطقوس المحلية الإفريقية . تقوم الكثير من الطرق الصوفية بتشكيل أساس التنظيمات الإجتماعية في الكثير من الدول الإسلامية ، وهي إن قل نفوذها في معظم الدول العربية الا أن تاثيرها في مناطق مثل الهند و باكستان و معظم الدول الإفريقية المسلمة ما زال كبيرا .
عوالم الغيبة عند الصوفية
الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف بعد الكتاب و السنة ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .
- الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
- الإلهام : سواء كان من الله مباشرة ، و يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله.
- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
- الهواتف : من سماع الخطاب من الله ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
- التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .
يتبع
عدل سابقا من قبل ghassanalkhadra في الإثنين يونيو 09, 2008 3:41 am عدل 1 مرات