الحرب.. لا كلمة سواها تعبر عما يحدث على جبهات القتال المرتقبة في الشرق الأوسط، ساحة معركة حقيقية ستطال سبعة أطراف مرشحة للزيادة إقليميا وعالميا، قتال يهدد بفتح الباب أمام حرب عالمية ثالثة، وإن شاء القدر ألا تقع هذه الأخيرة، فإن جحيم النزال المرتقب لن يحرق المنطقة فحسب، وإنما سيأخذ العالم إلى طريق اللا رجعة.. وهو طريق لم يستعد له أحد، ولم يميز ملامحه أحد...
التقارير السرية والمعلومات الاستخبارية التي حصلنا عليها عبر أكثر من مصدر مكنتنا إلى حد بعيد من رسم ملامح المعركة الوشيكة، وقربتنا من رصد ما يحدث وما سيحدث على جبهات الحرب، التي ستطال مبدئيا لبنان وسوريا وإيران والسعودية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وهي الحرب التي انطلقت شرارتها الأولى بالأراضي المحتلة يوم الأربعاء 27 فيفري الماضي، في انتظار اكتمال الانتشار العسكري الأمريكي في الخليج والبحر المتوسط. وعبر هذا الملف تعرض "الشروق" عبر حلقات الاستعدادات العسكرية والميدانية على جميع الجبهات، كما ننفرد بكشف وثائق سرية تحدد تفاصيل الحرب وسير المعارك يوما بيوم.
ساعة الصفر
هكذا إذن أغلق ملف "الحلول السلمية"، فلم يعد هناك مجال للتكهنات بشأن الحرب الإقليمية التي يسوق لها منذ فترة، هذه الحرب التي يمكننا القول عنها الآن إنها قاب قوسين أو أدنى، فالأحداث على الأرض والمعلومات التي بين أيدينا تؤكد أن المعارك ستندلع عقب القمة العربية مباشرة، أي في شهر أفريل القادم، وفي أحسن الأحوال في شهر ماي، وعندما نجزم بتحديد ساعة الصفر في ذاك التاريخ، فذلك مرده أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وضعا لنفسيهما جدولا زمنيا مدته شهر من أجل القضاء على حركة حماس، وتشير التقارير التي حصلنا عليها من جهات أمنية شرق أوسطية أن خطة تل أبيب التي صادقت عليها واشنطن في اجتماع طوكيو الذي جمع بين أولمرت ورايس واجتماع واشنطن الذي جمع بين وزيري الحرب الصهيوني والأمريكي تقضي بالقيام بعملية عسكرية صهيونية كاسحة في قطاع غزة تهدف إلى القضاء بشكل نهائي على حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاتلة، وذلك لـ "تأمين" الجبهة الداخلية الصهيونية قبيل المعركة الكبرى، في حين تصر بعض القيادات العسكرية الصهيونية على اعتبار ليلة 27 فيفري هي ساعة الصفر الحقيقية لتلك المعركة، باعتبار أن حماس هي أحد أعداء "إسرائيل"، والقتال معها في حرب واسعة بهذا الشكل يمثل بداية الحرب التي تهدف "القضاء" على أكثر من "عدو" في المنطقة، وهذا يكشف لنا أيضا أن الخسائر البشرية الفلسطينية ونزيف الدم الذي يطال المدنيين والأطفال الآن لن يتوقف قبل شهر، وأن عدد الضحايا والشهداء سيصل إلى أرقام مخيفة تتعدى الآلاف، خاصة وأن المعلومات تؤكد شراسة العملية البرية والغزو الصهيوني الشامل، فهذا الأخير الذي يحمل اسم "الشتاء الساخن" سينفذ من خلاله أبشع المجازر التي شهدتها البشرية، وبالمناسبة فإن التقارير تؤكد أن عددا من الحكام العرب كانوا على علم مسبق بميعاد هذه الحرب الإرهابية، وأيضا ميعاد انتهائها، ومن المثير للخجل والعار أن بعض الحكام يعرفون أيضا ميعاد ساعة الصفر فيما يخص الهجوم الصهيوني والأمريكي على سوريا وحزب الله وإيران، وكلنا يذكر القرار الذي اتخذته منذ يومين سفارتا كل من السعودية والكويت والذي دعا الرعايا السعوديين والكويتيين للخروج بأسرع وقت ممكن من لبنان، وهنا تشير التقارير التي بين أيدينا أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها في الحرب المرتقبة بكثير من التفاصيل، ومنها "ساعة الصفر"، في حين أن بعض الدول الأوروبية لم تحظ بمثل تلك الثقة، فاقتصرت معلومات حلفاء واشنطن الغربيين على التقارير التي حصلوا عليها عبر عملائهم في المنطقة وواشنطن، والتي استطاعت أن تصل هي الأخرى لمعلومات مفيدة في ذات الشأن، وتتوقع تقاريرنا أن تصدر تحذيرات مشابهة من بعض الدول الغربية تدعو فيها رعاياها بمغادرة أو عدم السفر لسوريا ولبنان وكذلك منطقة الخليج.
الجميع تورط في الحرب
الضغط على سوريا والمقاومة لإقرار المحكمة الدولية وإبعاد المعارضة عن السلطة، لي ذراع إيران لإيقاف برنامجها النووي والمثول للقرارات الدولية، كل هذا الكلام وما تتداوله وسائل الإعلام حاليا في سياق التعليق على المستجدات العسكرية الخطيرة في المنطقة مجرد تراهات وقراءات خاطئة لما يجري على أرض الواقع، فلغة التهديد والوعيد انقضى أجلها، فقد حسمت واشنطن وحلفاؤها أمرهم، إنها الحرب التي يقولون عنها "لا بديل سواها"، وعندما نتحدث عن مشاركة 06 دول إقليمية والولايات المتحدة في هذه الحرب، فنحن لا نحصر دوائر القتال على هذه الدول، وإنما نقول إن تلك الأطراف هي التي ستنطلق بها المعركة، في حين أن الدلائل والتقارير تشير إلى أن جميع دول المنطقة ومعظم الدول العربية بما فيها الجزائر ستتورط بشكل أو بآخر في الحرب، وحتى تلك التي تحاول الوقوف على الحياد ستنجر رغما عنها للقتال، لذلك لا يستبعد القادة العسكريون في واشنطن وتل أبيب تمدد المعارك لتطال مناطق كثيرة من العالم، دون استبعاد شبح الحرب الكونية الثالثة. لكن مما لا شك فيه أن كافة الأطراف انتهت من الاستعداد للحرب، الجبهة المعتدى عليها -وإن كانت تأمل ألا تدخل المعركة في الوقت الراهن- جهزت نفسها جيدا، فيما راحت الجبهة الأمريكية الصهيونية تستقطب أنظمة عربية إلى هذه الحرب لدعمها، وربما لدفع كلفتها أيضا بحجةِ القضاء على الخطر الإيراني والأطماع الإيرانية في المنطقة، وهو ما وجد قبولاً لدى عدد من الأنظمة العربية المحيطة بالكيان، أما البعيدة عنه في منطقة الخليج فوافقت بعضها، بينما أعربت أنظمة خليجية أخرى عن قلقها من حربٍ كهذه في ظل تهديد إيران باستخدام سلاح غير تقليدي ضد الدول الخليجية الداعمة للحرب على إيران والذهاب إلى احتلالها إيرانيا بعد أن تضع الحرب أوزارها.
منيطلق الرصاصة الأولى؟
تقرير استخباري زودت به منذ أيام المخابرات الروسية حلفاءها في الشرق الأوسط، يتحدث عن خدعة صهيونية أمريكية تهدف للإجهاز على المنشآت النووية الإيرانية خلال أسابيع قليلة، وذلك أثناء عمليات تمويهية في فلسطين ولبنان، يقول التقرير: معظم المعلومات والأدلة تؤكد أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ترجحان القيام بعملية شبيهة في التوقيت والظروف لتلك التي نفذت عام 1981، ففي ذلك الوقت ومع استمرار القصف الجوي "الإسرائيلي" ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان، حاولت "إسرائيل" إبعاد الأنظار عما يجري في الجنوب، فحرضت قوات الكتائب اللبنانية للسيطرة على طريق زحلة في البقاع ودعمتها بإسناد جوي، نشأت على أثرها ما سمي بأزمة الصواريخ السورية، وكادت دمشق أن تدخل الحرب، فحاولت واشنطن إنقاذ حليفها بيغن الذي تعرض لهزة سياسية عنيفة آنذاك بخطة تدويل الأزمة اللبنانية، وبذلك تم تحييد سوريا لتتضاعف الأعمال العسكرية "الإسرائيلية" من جديد ضد جنوب لبنان، في معركة تمت تسميتها "معركة تقطيع الأوصال"، وفي خضم هذه الأجواء، وفي 07 جوان 1981 برزت الخطة "الإسرائيلية" الحقيقية عندما قام سلاح الجو "الإسرائيلي" بمهاجمة المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" بالقرب من بغداد وتم تدميره. ويضيف التقرير: المنطقة تعيش هذه الأيام نفس الأجواء وما رافقها من تصريحات واستعدادات، والمعلومات المتوفرة الآن تؤكد أن مهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية ستكون الرصاصة الأولى في الحرب القادمة، واقتراب البوارج العسكرية الأمريكية من شواطئ شرق المتوسط ليس إلا عملية تمويهية لإبعاد الأنظار عن الضربة التي تستهدف الأراضي الإيرانية من القواعد الإسرائيلية وكذلك الأمريكية الموجودة في الخليج.
مسلسل استهداف القادة تمهيدا للمعركة
"الإدارة الأمريكية في حالة جنون، ويمكن أن تقوم بأي شيء، وهي ستقوم بأي شيء"، هذه العبارة حصلنا عليها قبل أيام من تقرير خاص آخر بعثت به موسكو إلى عواصم معنية بالمواجهة المرتقبة مع واشنطن وتل أبيب، وهو كلام سبق أن شرحه الروس مباشرة لجهات معنية قبل مدة في إطار الحديث عن استعداد أمريكي مفتوح لشن حروب أكبر في المنطقة. ترافق هذه المعلومة تقارير تلقتها قوى المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس قبل أسبوع من العمليات الصهيونية في القطاع، تفيد بتشكل لجنة أمريكية ـ صهيونية تضم رؤساء أجهزة أمنية مركزية في تل أبيب وواشنطن، ومستشارين سياسيين بينهم شخصيات رئيسية في الحكومتين الأمريكية والصهيونية، وهذه اللجنة تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوريا وإيران والمقاومة في فلسطين ولبنان، ناقل المعلومات تحدث عن برنامج عمل، على رأسه اغتيال شخصيات رئيسية، تعتقد واشنطن وتل أبيب أن غيابها يسهل المراحل التالية من المشروع. في سياق متصل، وقبل بضعة أسابيع، أوفدت دولة عربية تعاني مشكلات جدية في لبنان، شخصية أمنية ـ دبلوماسية لاستطلاع الموقف، والتقت شخصيات رئيسية في فريق السلطة، ثم اتصلت بقوى من المعارضة، وقبل مغادرتها طلبت الاجتماع إلى جهة غير لبنانية تربطها صلات بحزب الله لأجل تحقيق تواصل لم يتم، لكن هذه الشخصية أصرت على نقل رسالة مقتضبة، فيها: "هناك قرار كبير بتصفية عدد من الشخصيات الأساسية في حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في كل من بيروت ودمشق"، وجدير بالذكر أن "الشروق" كانت أول من كشف بعضا من جوانب خطة الاغتيالات تلك، وكشفت عن التنسيق الاستخباراتي واللوجيستي الصهيوني ـ الأمريكي ـ العربي لاستهداف نصر الله ومشعل وهنية
.الأردن ساحة تدريب مفتوحة
ومنذ أيام قليلة أيضا تلقت بعض قوى المعارضة في لبنان تقريراً لافتا عن تفاصيل تتعلق بأعمال تدريب أمني وعسكري ناشطة في الأردن، وفيها معلومات عن أسماء لمعسكرات التدريب وأسماء الضباط المشاركين في التدريبات التي ركزت على دروس ذات بعد أمني، وتقاطعت هذه المعلومات مع نتائج تحقيقات سابقة في جرائم اغتيال تعرض لها مقاومون فلسطينيون في سوريا، وأظهرت أسماء ضباط أردنيين متورطين في جمع معلومات عن هؤلاء المقاومين. معلومة أخرى مهمة نقلتها شخصيات غادرت حديثا مواقعها في جهاز الاستخبارات الفرنسية إلى جهة في محور المواجهة مع واشنطن مفادها وقوع تدهور مرتقب ومدروس للأوضاع في لبنان، واحتمال حصول عمليات تفجير في سوريا من النوع الذي يشيع مناخات من الفوضى والتململ وعدم الاستقرار. وقالت هذه الشخصيات إن مشاريع قرارات بعقوبات متنوعة ضد سوريا سوف تكون جاهزة قريبا أمام مجلس الأمن الدولي، أو أمام دول أوروبية والولايات المتحدة، وإن الأسابيع الستة المقبلة ستشهد سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب.
... يتبع
في الحلقة الثانية
ـ "الشروق" تكشف لأول مرة جرائم الموساد في الجزائرـ "إسرائيل" تترقب ضربة جزائرية في الحرب القادمةـ تقارير استخبارية تحذر من خطورة الجيش الجزائري ـ تل أبيب تحذر من تدخل جزائري لصالح سوريا وإيران
التقارير السرية والمعلومات الاستخبارية التي حصلنا عليها عبر أكثر من مصدر مكنتنا إلى حد بعيد من رسم ملامح المعركة الوشيكة، وقربتنا من رصد ما يحدث وما سيحدث على جبهات الحرب، التي ستطال مبدئيا لبنان وسوريا وإيران والسعودية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وهي الحرب التي انطلقت شرارتها الأولى بالأراضي المحتلة يوم الأربعاء 27 فيفري الماضي، في انتظار اكتمال الانتشار العسكري الأمريكي في الخليج والبحر المتوسط. وعبر هذا الملف تعرض "الشروق" عبر حلقات الاستعدادات العسكرية والميدانية على جميع الجبهات، كما ننفرد بكشف وثائق سرية تحدد تفاصيل الحرب وسير المعارك يوما بيوم.
ساعة الصفر
هكذا إذن أغلق ملف "الحلول السلمية"، فلم يعد هناك مجال للتكهنات بشأن الحرب الإقليمية التي يسوق لها منذ فترة، هذه الحرب التي يمكننا القول عنها الآن إنها قاب قوسين أو أدنى، فالأحداث على الأرض والمعلومات التي بين أيدينا تؤكد أن المعارك ستندلع عقب القمة العربية مباشرة، أي في شهر أفريل القادم، وفي أحسن الأحوال في شهر ماي، وعندما نجزم بتحديد ساعة الصفر في ذاك التاريخ، فذلك مرده أن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة وضعا لنفسيهما جدولا زمنيا مدته شهر من أجل القضاء على حركة حماس، وتشير التقارير التي حصلنا عليها من جهات أمنية شرق أوسطية أن خطة تل أبيب التي صادقت عليها واشنطن في اجتماع طوكيو الذي جمع بين أولمرت ورايس واجتماع واشنطن الذي جمع بين وزيري الحرب الصهيوني والأمريكي تقضي بالقيام بعملية عسكرية صهيونية كاسحة في قطاع غزة تهدف إلى القضاء بشكل نهائي على حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاتلة، وذلك لـ "تأمين" الجبهة الداخلية الصهيونية قبيل المعركة الكبرى، في حين تصر بعض القيادات العسكرية الصهيونية على اعتبار ليلة 27 فيفري هي ساعة الصفر الحقيقية لتلك المعركة، باعتبار أن حماس هي أحد أعداء "إسرائيل"، والقتال معها في حرب واسعة بهذا الشكل يمثل بداية الحرب التي تهدف "القضاء" على أكثر من "عدو" في المنطقة، وهذا يكشف لنا أيضا أن الخسائر البشرية الفلسطينية ونزيف الدم الذي يطال المدنيين والأطفال الآن لن يتوقف قبل شهر، وأن عدد الضحايا والشهداء سيصل إلى أرقام مخيفة تتعدى الآلاف، خاصة وأن المعلومات تؤكد شراسة العملية البرية والغزو الصهيوني الشامل، فهذا الأخير الذي يحمل اسم "الشتاء الساخن" سينفذ من خلاله أبشع المجازر التي شهدتها البشرية، وبالمناسبة فإن التقارير تؤكد أن عددا من الحكام العرب كانوا على علم مسبق بميعاد هذه الحرب الإرهابية، وأيضا ميعاد انتهائها، ومن المثير للخجل والعار أن بعض الحكام يعرفون أيضا ميعاد ساعة الصفر فيما يخص الهجوم الصهيوني والأمريكي على سوريا وحزب الله وإيران، وكلنا يذكر القرار الذي اتخذته منذ يومين سفارتا كل من السعودية والكويت والذي دعا الرعايا السعوديين والكويتيين للخروج بأسرع وقت ممكن من لبنان، وهنا تشير التقارير التي بين أيدينا أن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها في الحرب المرتقبة بكثير من التفاصيل، ومنها "ساعة الصفر"، في حين أن بعض الدول الأوروبية لم تحظ بمثل تلك الثقة، فاقتصرت معلومات حلفاء واشنطن الغربيين على التقارير التي حصلوا عليها عبر عملائهم في المنطقة وواشنطن، والتي استطاعت أن تصل هي الأخرى لمعلومات مفيدة في ذات الشأن، وتتوقع تقاريرنا أن تصدر تحذيرات مشابهة من بعض الدول الغربية تدعو فيها رعاياها بمغادرة أو عدم السفر لسوريا ولبنان وكذلك منطقة الخليج.
الجميع تورط في الحرب
الضغط على سوريا والمقاومة لإقرار المحكمة الدولية وإبعاد المعارضة عن السلطة، لي ذراع إيران لإيقاف برنامجها النووي والمثول للقرارات الدولية، كل هذا الكلام وما تتداوله وسائل الإعلام حاليا في سياق التعليق على المستجدات العسكرية الخطيرة في المنطقة مجرد تراهات وقراءات خاطئة لما يجري على أرض الواقع، فلغة التهديد والوعيد انقضى أجلها، فقد حسمت واشنطن وحلفاؤها أمرهم، إنها الحرب التي يقولون عنها "لا بديل سواها"، وعندما نتحدث عن مشاركة 06 دول إقليمية والولايات المتحدة في هذه الحرب، فنحن لا نحصر دوائر القتال على هذه الدول، وإنما نقول إن تلك الأطراف هي التي ستنطلق بها المعركة، في حين أن الدلائل والتقارير تشير إلى أن جميع دول المنطقة ومعظم الدول العربية بما فيها الجزائر ستتورط بشكل أو بآخر في الحرب، وحتى تلك التي تحاول الوقوف على الحياد ستنجر رغما عنها للقتال، لذلك لا يستبعد القادة العسكريون في واشنطن وتل أبيب تمدد المعارك لتطال مناطق كثيرة من العالم، دون استبعاد شبح الحرب الكونية الثالثة. لكن مما لا شك فيه أن كافة الأطراف انتهت من الاستعداد للحرب، الجبهة المعتدى عليها -وإن كانت تأمل ألا تدخل المعركة في الوقت الراهن- جهزت نفسها جيدا، فيما راحت الجبهة الأمريكية الصهيونية تستقطب أنظمة عربية إلى هذه الحرب لدعمها، وربما لدفع كلفتها أيضا بحجةِ القضاء على الخطر الإيراني والأطماع الإيرانية في المنطقة، وهو ما وجد قبولاً لدى عدد من الأنظمة العربية المحيطة بالكيان، أما البعيدة عنه في منطقة الخليج فوافقت بعضها، بينما أعربت أنظمة خليجية أخرى عن قلقها من حربٍ كهذه في ظل تهديد إيران باستخدام سلاح غير تقليدي ضد الدول الخليجية الداعمة للحرب على إيران والذهاب إلى احتلالها إيرانيا بعد أن تضع الحرب أوزارها.
منيطلق الرصاصة الأولى؟
تقرير استخباري زودت به منذ أيام المخابرات الروسية حلفاءها في الشرق الأوسط، يتحدث عن خدعة صهيونية أمريكية تهدف للإجهاز على المنشآت النووية الإيرانية خلال أسابيع قليلة، وذلك أثناء عمليات تمويهية في فلسطين ولبنان، يقول التقرير: معظم المعلومات والأدلة تؤكد أن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ترجحان القيام بعملية شبيهة في التوقيت والظروف لتلك التي نفذت عام 1981، ففي ذلك الوقت ومع استمرار القصف الجوي "الإسرائيلي" ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان، حاولت "إسرائيل" إبعاد الأنظار عما يجري في الجنوب، فحرضت قوات الكتائب اللبنانية للسيطرة على طريق زحلة في البقاع ودعمتها بإسناد جوي، نشأت على أثرها ما سمي بأزمة الصواريخ السورية، وكادت دمشق أن تدخل الحرب، فحاولت واشنطن إنقاذ حليفها بيغن الذي تعرض لهزة سياسية عنيفة آنذاك بخطة تدويل الأزمة اللبنانية، وبذلك تم تحييد سوريا لتتضاعف الأعمال العسكرية "الإسرائيلية" من جديد ضد جنوب لبنان، في معركة تمت تسميتها "معركة تقطيع الأوصال"، وفي خضم هذه الأجواء، وفي 07 جوان 1981 برزت الخطة "الإسرائيلية" الحقيقية عندما قام سلاح الجو "الإسرائيلي" بمهاجمة المفاعل النووي العراقي "أوزيراك" بالقرب من بغداد وتم تدميره. ويضيف التقرير: المنطقة تعيش هذه الأيام نفس الأجواء وما رافقها من تصريحات واستعدادات، والمعلومات المتوفرة الآن تؤكد أن مهاجمة المفاعلات النووية الإيرانية ستكون الرصاصة الأولى في الحرب القادمة، واقتراب البوارج العسكرية الأمريكية من شواطئ شرق المتوسط ليس إلا عملية تمويهية لإبعاد الأنظار عن الضربة التي تستهدف الأراضي الإيرانية من القواعد الإسرائيلية وكذلك الأمريكية الموجودة في الخليج.
مسلسل استهداف القادة تمهيدا للمعركة
"الإدارة الأمريكية في حالة جنون، ويمكن أن تقوم بأي شيء، وهي ستقوم بأي شيء"، هذه العبارة حصلنا عليها قبل أيام من تقرير خاص آخر بعثت به موسكو إلى عواصم معنية بالمواجهة المرتقبة مع واشنطن وتل أبيب، وهو كلام سبق أن شرحه الروس مباشرة لجهات معنية قبل مدة في إطار الحديث عن استعداد أمريكي مفتوح لشن حروب أكبر في المنطقة. ترافق هذه المعلومة تقارير تلقتها قوى المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس قبل أسبوع من العمليات الصهيونية في القطاع، تفيد بتشكل لجنة أمريكية ـ صهيونية تضم رؤساء أجهزة أمنية مركزية في تل أبيب وواشنطن، ومستشارين سياسيين بينهم شخصيات رئيسية في الحكومتين الأمريكية والصهيونية، وهذه اللجنة تعمل على إطلاق مرحلة متقدمة من مشروع مواجهة سوريا وإيران والمقاومة في فلسطين ولبنان، ناقل المعلومات تحدث عن برنامج عمل، على رأسه اغتيال شخصيات رئيسية، تعتقد واشنطن وتل أبيب أن غيابها يسهل المراحل التالية من المشروع. في سياق متصل، وقبل بضعة أسابيع، أوفدت دولة عربية تعاني مشكلات جدية في لبنان، شخصية أمنية ـ دبلوماسية لاستطلاع الموقف، والتقت شخصيات رئيسية في فريق السلطة، ثم اتصلت بقوى من المعارضة، وقبل مغادرتها طلبت الاجتماع إلى جهة غير لبنانية تربطها صلات بحزب الله لأجل تحقيق تواصل لم يتم، لكن هذه الشخصية أصرت على نقل رسالة مقتضبة، فيها: "هناك قرار كبير بتصفية عدد من الشخصيات الأساسية في حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي في كل من بيروت ودمشق"، وجدير بالذكر أن "الشروق" كانت أول من كشف بعضا من جوانب خطة الاغتيالات تلك، وكشفت عن التنسيق الاستخباراتي واللوجيستي الصهيوني ـ الأمريكي ـ العربي لاستهداف نصر الله ومشعل وهنية
.الأردن ساحة تدريب مفتوحة
ومنذ أيام قليلة أيضا تلقت بعض قوى المعارضة في لبنان تقريراً لافتا عن تفاصيل تتعلق بأعمال تدريب أمني وعسكري ناشطة في الأردن، وفيها معلومات عن أسماء لمعسكرات التدريب وأسماء الضباط المشاركين في التدريبات التي ركزت على دروس ذات بعد أمني، وتقاطعت هذه المعلومات مع نتائج تحقيقات سابقة في جرائم اغتيال تعرض لها مقاومون فلسطينيون في سوريا، وأظهرت أسماء ضباط أردنيين متورطين في جمع معلومات عن هؤلاء المقاومين. معلومة أخرى مهمة نقلتها شخصيات غادرت حديثا مواقعها في جهاز الاستخبارات الفرنسية إلى جهة في محور المواجهة مع واشنطن مفادها وقوع تدهور مرتقب ومدروس للأوضاع في لبنان، واحتمال حصول عمليات تفجير في سوريا من النوع الذي يشيع مناخات من الفوضى والتململ وعدم الاستقرار. وقالت هذه الشخصيات إن مشاريع قرارات بعقوبات متنوعة ضد سوريا سوف تكون جاهزة قريبا أمام مجلس الأمن الدولي، أو أمام دول أوروبية والولايات المتحدة، وإن الأسابيع الستة المقبلة ستشهد سخونة ربما قلبت الأمور رأساً على عقب.
... يتبع
في الحلقة الثانية
ـ "الشروق" تكشف لأول مرة جرائم الموساد في الجزائرـ "إسرائيل" تترقب ضربة جزائرية في الحرب القادمةـ تقارير استخبارية تحذر من خطورة الجيش الجزائري ـ تل أبيب تحذر من تدخل جزائري لصالح سوريا وإيران