قال تعالى: (وتوكل على الحي الذي لا يموت)).
يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين:
ولو توكل العبد على الله حق توكله في إزالة جبل عن مكانه،
وكان مأموراً بإزالته، لأزاله.
ابن عباس:
التوكل هو: الثقة بالله،
وصدق التوكل أن تثق في الله وفيما عند الله فإنه أعظم وأبقى مما لديك في دنياك.
وهو من أعلى مقامات اليقين وأشرف أحوال المقربين،
وهو نظام التوحيد وجماع الأمر، كما أنه نصف الدين والإنابة النصف الثاني.
وهو فريضة يجب إخلاصه لله تعالى لقوله تعالى وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين).
درجات التوكل:
الأولى: معرفة الرب وصفاته من قدرته وكفايته وقيوميته
وانتهاء الأمور إلى علمه وصدورها عن مشيئته وقدرته
واليقين وكيله وأن غيره لا يقام مقامه في ذلك.
الثانية: إثبات الأسباب ورعايتها والأخذ بها.
الثالثة: رسوخ القلب في مقام التوحيد.
الرابعة: اعتماد القلب على الله واستناده وسكونه إليه
بحيث لا يبقى فيه اضطرابات من تشويش الأسباب ولا سكون إليها،
وطمأنينته بالله والثقة في تدبيره.
الخامسة: حسن الظن بالله.
السادسة: استسلام القلب لله وانجذاب دواعيه كلها إليه وقطع منازعته.
السابعة: التفويض: هو إلقاء العبد أموره كلها إلى الله،
وإنزالها به طلباً واختياراً، لا إكراهاً ولا اضطراراً.
الثامنة: الرضا.
أقسامه:
توكل العبد على الله في استقامة نفسه وإصلاحها دون النظر إلى غيره.
توكل العبد على الله في استقامة نفسه
وكذلك في إقامة دين الله في الأرض ونصره
وإزلة الضلال عن عبيده وهدايتهم والسعي في مصالحهم
ودفع فساد المفسدين ورفعه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
توكل على الله في جلب حوائج العبد وحظوظه الدنيويه
أو دفع مكروهاته ومصائبه الدنيوية.
عوائق التوكل
. الجهل بمقام الله من ربوبية وألوهية وأسماء وصفات.
. الغرور والإعجاب بالنفس.
. الركون إلى الخلق والإعتماد عليهم في قضاء الحاجات.
. حب الدنيا والاغترار بها، مما يحول بين العبد والتوكل
لأن التوكل عبادة لا تصح في نفس العبد وهو عبداً للدنيا.
ثمار التوكل:
. تحقيق الإيمان.
. طمأنينة النفس وارتياح القلب وسكونه.
. كفاية الله المتوكل جميع شؤونه.
. من أقوى الأسباب في جلب المنافع ودفع المضار.
. يورث محبة الله للعبد.
. يورث قوة القلب وشجاعته، ويورث النصر والتمكين.
. يقي من تسلط الشيطان.
. سبب في دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب.