هل يمكن أن يترك إناء العمر فارغا ؟
نشك في ذلك,فحتى الأيام الخالية من العمل,المتصرمة في اللهو
والعبث تملأ الكأس العمرية بآهات وحسرات وندامات في يوم
أطلق عليه الله تعالى بـ "يوم الحسرة والندامة".وهو يوم يجمع
فيه الناس بين يدي رب العالمين – منذ آدم وحتى آخر مخلوق
– ليحاسبهم :كيف صرفوا وتصرفوا بالأمانة المودعة لديهم
"أعمارهم"؟!
هل قضوها بالجد والاجتهاد والعمل الصالح وفعل الخيرات؟ أم
بالأعمال الطالحة المسيئة والفاسدة التي تؤدي الى حسرات
طويلة وندم أطول؟ أم خلطوا عملاً صالحاً بآخر سيئاً.فكانوا من
الأخسرين أعمالاً,كذلك التاجر الذي يكد العمر كله ثم يجد نفسه في النهاية مفلساً؟!
أهمية الوقت
لو بحثنا عن خير من يقيم لنا الوقت,هل نجد غير صانع الوقت
نفسه وهو الله سبحانه وتعالى ؟!
فهذا التقسيم الدقيق للثواني والدقائق والساعات والأيام
والأسابيع والشهور والسنوات هو أشبه شيء بألواح محروثة
في حقل.والفلاح هو أنا وأنت,وبقدر همة كل فلاح يأتي
المحصول,وعند الحصاد يفرح الفلاح المجد النشيط,ويخسأ
الفلاح الخامل البليد.ولذا جاء في الحديث :"الدنيا مزرعة
الآخرة".فمن يزرع تفاحاً يحصد تفاحاً,ومن يزرع بصلاً يحصد
بصلاً,ومن يزرع ورداً يجني ورداً,ومن يزرع شوكاً يحصد
شوكاً,ومن يزرع الكسل يحصد الندامة.
إن الله العزيز وهو يقسم بالفجر وبالعصر وبالنهار وبالليل,إنما
ليلفت أنظارنا الى أن الشيء المقسوم به هو على كل غاية
كبرى من الأهمية.
فهذه المفردات المتعددة في قياس الزمن إن هي إلا أوان صغيرة
ضمن إناء العمر الكبير,وقد تودعك اللحظة التي أنت فيها فتدخل
في قائمة حسابك عملاً مدخراً,وقد تفارقك لتقرض من ذلك
الحساب,وما يدرينا فقد يأتي يوم على أحدنا يردنا فيه صاحب
المصرف خاسئين خائبين أن لاشيء البتة في دفتر حسابنا!
يومها لايكون البدء من جديد ممكناً,لأن الفرصة تكون قد فاتت
بل وماتت,فهل ترضى أن نعود مفلسين تقضمنا انياب الملامة
وتنهش فينا مخالب الحسرة والندامة؟ أم ترانا نعمل على أن
نضيف للرصيد رصيداً آخر عملاً بشعار "إدخر قرشك الأبيض
ليومك الأسود" الذي يمكن ان يكون :إدخر عملك الصالح ليوم
لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
إننا لانجد في القرآن تعبيراً عن أهمية الوقت أبلغ من قوله
تعالى : (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.ومن يعمل مثقال ذرة
شراً يره) (الزلزلة /7-8).
فلو تساءلنا :كم هو مثقال الذرة في ميزان الزمن؟ هل هو
الثانية أو أدنى منها؟ أياً كان حسابها فهي وحدة قياسية غاية
في الصغر,وهذا يعني أن في الصغير او القليل من الخير الذي قد
لايكترث له أحدنا,منجاة حينما يلف الناس الطوفان,وأن في
الصغير الضئيل من الشر,مهلكة حيث ينجو المحسنون.
إن الوقت هو نعمة الله الموهوبة للناس كلهم,وهو الصفحات
البيضاء التي يكتبون فيها إن خيراً فخير وإن شراً فشر,وهم
مسؤولون عن هذه النعمة يوم القيامة,فعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم :"لاتزول قدما ابن عبد يوم القيامة حتى يسأل عن
خمس وذكر عليه الصلاة والسلام عن عمره فيما أفناه,وعن
شبابه فيما أبلاه".
والملاحظ هنا ان السؤال عن العمر يتكرر مرتين: عن العمر
بصفة عامة,وعن الشباب بصفة خاصة لما لمرحلة الشباب من
أهمية باعتبارها مرحلة البذل والعطاء.
وحين يعلم التلميذ علم اليقين أن سؤالاً ماسيأتي ضمن اسئلة
الامتحان القادم,فإنه حتماً سيهيء نفسه للإجابة عنه,وإلا عد
مهملاً مضيعاً لفرصة ثمينة لاتعوض.
السؤال – يوم القيامة – واضح وصريح وسيأتي في الامتحان
لامحالة: عمرك فيما أفنيته؟ وشبابك فيما أبليته؟
سؤال متروك لكل واحد منا للإجابة عليه
**أمــــــــــــ حاتم ــــــــــــــــــ**
نشك في ذلك,فحتى الأيام الخالية من العمل,المتصرمة في اللهو
والعبث تملأ الكأس العمرية بآهات وحسرات وندامات في يوم
أطلق عليه الله تعالى بـ "يوم الحسرة والندامة".وهو يوم يجمع
فيه الناس بين يدي رب العالمين – منذ آدم وحتى آخر مخلوق
– ليحاسبهم :كيف صرفوا وتصرفوا بالأمانة المودعة لديهم
"أعمارهم"؟!
هل قضوها بالجد والاجتهاد والعمل الصالح وفعل الخيرات؟ أم
بالأعمال الطالحة المسيئة والفاسدة التي تؤدي الى حسرات
طويلة وندم أطول؟ أم خلطوا عملاً صالحاً بآخر سيئاً.فكانوا من
الأخسرين أعمالاً,كذلك التاجر الذي يكد العمر كله ثم يجد نفسه في النهاية مفلساً؟!
أهمية الوقت
لو بحثنا عن خير من يقيم لنا الوقت,هل نجد غير صانع الوقت
نفسه وهو الله سبحانه وتعالى ؟!
فهذا التقسيم الدقيق للثواني والدقائق والساعات والأيام
والأسابيع والشهور والسنوات هو أشبه شيء بألواح محروثة
في حقل.والفلاح هو أنا وأنت,وبقدر همة كل فلاح يأتي
المحصول,وعند الحصاد يفرح الفلاح المجد النشيط,ويخسأ
الفلاح الخامل البليد.ولذا جاء في الحديث :"الدنيا مزرعة
الآخرة".فمن يزرع تفاحاً يحصد تفاحاً,ومن يزرع بصلاً يحصد
بصلاً,ومن يزرع ورداً يجني ورداً,ومن يزرع شوكاً يحصد
شوكاً,ومن يزرع الكسل يحصد الندامة.
إن الله العزيز وهو يقسم بالفجر وبالعصر وبالنهار وبالليل,إنما
ليلفت أنظارنا الى أن الشيء المقسوم به هو على كل غاية
كبرى من الأهمية.
فهذه المفردات المتعددة في قياس الزمن إن هي إلا أوان صغيرة
ضمن إناء العمر الكبير,وقد تودعك اللحظة التي أنت فيها فتدخل
في قائمة حسابك عملاً مدخراً,وقد تفارقك لتقرض من ذلك
الحساب,وما يدرينا فقد يأتي يوم على أحدنا يردنا فيه صاحب
المصرف خاسئين خائبين أن لاشيء البتة في دفتر حسابنا!
يومها لايكون البدء من جديد ممكناً,لأن الفرصة تكون قد فاتت
بل وماتت,فهل ترضى أن نعود مفلسين تقضمنا انياب الملامة
وتنهش فينا مخالب الحسرة والندامة؟ أم ترانا نعمل على أن
نضيف للرصيد رصيداً آخر عملاً بشعار "إدخر قرشك الأبيض
ليومك الأسود" الذي يمكن ان يكون :إدخر عملك الصالح ليوم
لاينفع فيه مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
إننا لانجد في القرآن تعبيراً عن أهمية الوقت أبلغ من قوله
تعالى : (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.ومن يعمل مثقال ذرة
شراً يره) (الزلزلة /7-8).
فلو تساءلنا :كم هو مثقال الذرة في ميزان الزمن؟ هل هو
الثانية أو أدنى منها؟ أياً كان حسابها فهي وحدة قياسية غاية
في الصغر,وهذا يعني أن في الصغير او القليل من الخير الذي قد
لايكترث له أحدنا,منجاة حينما يلف الناس الطوفان,وأن في
الصغير الضئيل من الشر,مهلكة حيث ينجو المحسنون.
إن الوقت هو نعمة الله الموهوبة للناس كلهم,وهو الصفحات
البيضاء التي يكتبون فيها إن خيراً فخير وإن شراً فشر,وهم
مسؤولون عن هذه النعمة يوم القيامة,فعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم :"لاتزول قدما ابن عبد يوم القيامة حتى يسأل عن
خمس وذكر عليه الصلاة والسلام عن عمره فيما أفناه,وعن
شبابه فيما أبلاه".
والملاحظ هنا ان السؤال عن العمر يتكرر مرتين: عن العمر
بصفة عامة,وعن الشباب بصفة خاصة لما لمرحلة الشباب من
أهمية باعتبارها مرحلة البذل والعطاء.
وحين يعلم التلميذ علم اليقين أن سؤالاً ماسيأتي ضمن اسئلة
الامتحان القادم,فإنه حتماً سيهيء نفسه للإجابة عنه,وإلا عد
مهملاً مضيعاً لفرصة ثمينة لاتعوض.
السؤال – يوم القيامة – واضح وصريح وسيأتي في الامتحان
لامحالة: عمرك فيما أفنيته؟ وشبابك فيما أبليته؟
سؤال متروك لكل واحد منا للإجابة عليه
**أمــــــــــــ حاتم ــــــــــــــــــ**