بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الظواهر الشاذة التي بدأت تظهر في مجتمعات المسلمين، على الرغم من الفوارق الشرعية، والخَلقية، والنفسية بينهما، تقليداً للكفار، ظاهرة الاسترجال، وهي محاولة المرأة أن تتشبه بالرجال، هذا على الرغم من تحذير الشارع أمته من ذلك.
لقد خص الله كلاً من الرجل والمرأة بأمور، ونهى كلاً منهما أن يتمنى ما خصَّ به الآخر، فقال: "وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ"، وبنفس الدرجة نهى الشارع الرجلَ أن يتشبه بالنساء.
والأدلة على ذلك هي قوله صلى الله عليه وسلم:
1. "لعن الله الرَّجُلة من النساء".
2. "ولعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأةَ تلبس لبسة الرجل".
3. "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء".
4. وعن ابن عباس قال: "إن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوساً" فذكره.
5. "لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء".
6. وعندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة تلوي خمارها ليتين نهاها عن ذلك، وقال: "لية واحدة"، حتى لا تشبه عمامة الرجل.
7. جاء في سبب نزول قوله تعالى: "وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ.." كما روى الترمذي عن أم سلمة أنها قالت: "يغزو الرجال ولا يغزو النساء، ولنا نصف الميراث"، فأنزل الله تعالى: "وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ..".
التشبه الذي نهى عنه الشارع في هذه الآية والأحاديث السابقة هو تشبه النساء بالرجال في :
1. زيهم، نحو لبس البنطلون.
2. مشيهم.
3. وصوتهم – ترفع صوتها.
4. وفي تقليد الأعمال التي لا تناسب طبيعة المرأة، كحمل السلاح.
5. تقلد الإمامة الكبرى والصغرى.
6. تقلد القضاء والولايات المختلفة.
7. في الحقوق السياسية.
وتشبه الرجال بالنساء يكون في:
1. الزي.
2. المشية.
3. التكسر والتخنث.
4. لبس السلاسل والعقود.
5. لبس الحرير والذهب.
قال الذهبي رحمه الله: ( فالتشبه بالرجل بالزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر لهذا الوعيد..
ومن الأفعال التي تلعن عليها المرأة إظهارها الزينة، والذهب، واللؤلؤ من تحت الثياب، وتطيبها بنحو مسك وعنبر، ولبسها المصبغات والمداس إلى ما أشبه ذلك من الفضائح ).
وقال النووي في النهي عن تشبه النساء بالرجال أوالعكس: (حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه، لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات، والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح، فيحرم على الرجال التشبه بالنساء وعكسه في لباس اختص به المتشبه، بل يفسق فاعله للوعيد عليه باللعن).
واللعن هو الطرد من رحمة الله ، مما يدل على خطورة التشبه، أما التشبه في الخير وفي الفعال الطيبة فلا يدخل في ذلك أبداً.
هذه المخالفات وغيرها كثير مردها إلى الآتي:
1. عدم قيام ولاة الأمر من الحكام والأهل بالواجب.
2. غياب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع.
3. غياب دور الحسبة.
4. الجهل بخطورة هذا المسلك، فكل من عصى الله فهو جاهل.
5. الزخم الإعلامي عن طريق المجلات، والفضائيات، وغيرها.
6. تعمد الكفار والمنافقين في الداخل إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
كل هذه الأسباب وغيرها أفرزت هذه الممارسات الشاذة في مجتمعات المسلمين، فينبغي على ولاة الأمر من الحكام، والعلماء، وغيرهم أن يقوموا بواجبهم، وليعلم الجميع: "إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"، وأن الأمة إذا ساءت أخلاقها وفسدت فلا فائدة من بقائها:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا، ويهدي شبابنا ونساءنا، ويردنا إليه رداً جميلاً، وصلى الله وسلم وبارك على من بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وعلى آله، وصحبه، والأتباع.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الظواهر الشاذة التي بدأت تظهر في مجتمعات المسلمين، على الرغم من الفوارق الشرعية، والخَلقية، والنفسية بينهما، تقليداً للكفار، ظاهرة الاسترجال، وهي محاولة المرأة أن تتشبه بالرجال، هذا على الرغم من تحذير الشارع أمته من ذلك.
لقد خص الله كلاً من الرجل والمرأة بأمور، ونهى كلاً منهما أن يتمنى ما خصَّ به الآخر، فقال: "وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ"، وبنفس الدرجة نهى الشارع الرجلَ أن يتشبه بالنساء.
والأدلة على ذلك هي قوله صلى الله عليه وسلم:
1. "لعن الله الرَّجُلة من النساء".
2. "ولعن الله الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأةَ تلبس لبسة الرجل".
3. "لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء".
4. وعن ابن عباس قال: "إن امرأة مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم متقلدة قوساً" فذكره.
5. "لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء".
6. وعندما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة تلوي خمارها ليتين نهاها عن ذلك، وقال: "لية واحدة"، حتى لا تشبه عمامة الرجل.
7. جاء في سبب نزول قوله تعالى: "وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ.." كما روى الترمذي عن أم سلمة أنها قالت: "يغزو الرجال ولا يغزو النساء، ولنا نصف الميراث"، فأنزل الله تعالى: "وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ..".
التشبه الذي نهى عنه الشارع في هذه الآية والأحاديث السابقة هو تشبه النساء بالرجال في :
1. زيهم، نحو لبس البنطلون.
2. مشيهم.
3. وصوتهم – ترفع صوتها.
4. وفي تقليد الأعمال التي لا تناسب طبيعة المرأة، كحمل السلاح.
5. تقلد الإمامة الكبرى والصغرى.
6. تقلد القضاء والولايات المختلفة.
7. في الحقوق السياسية.
وتشبه الرجال بالنساء يكون في:
1. الزي.
2. المشية.
3. التكسر والتخنث.
4. لبس السلاسل والعقود.
5. لبس الحرير والذهب.
قال الذهبي رحمه الله: ( فالتشبه بالرجل بالزي والمشية ونحو ذلك من الكبائر لهذا الوعيد..
ومن الأفعال التي تلعن عليها المرأة إظهارها الزينة، والذهب، واللؤلؤ من تحت الثياب، وتطيبها بنحو مسك وعنبر، ولبسها المصبغات والمداس إلى ما أشبه ذلك من الفضائح ).
وقال النووي في النهي عن تشبه النساء بالرجال أوالعكس: (حرمة تشبه الرجال بالنساء وعكسه، لأنه إذا حرم في اللباس ففي الحركات والسكنات، والتصنع بالأعضاء والأصوات أولى بالذم والقبح، فيحرم على الرجال التشبه بالنساء وعكسه في لباس اختص به المتشبه، بل يفسق فاعله للوعيد عليه باللعن).
واللعن هو الطرد من رحمة الله ، مما يدل على خطورة التشبه، أما التشبه في الخير وفي الفعال الطيبة فلا يدخل في ذلك أبداً.
هذه المخالفات وغيرها كثير مردها إلى الآتي:
1. عدم قيام ولاة الأمر من الحكام والأهل بالواجب.
2. غياب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع.
3. غياب دور الحسبة.
4. الجهل بخطورة هذا المسلك، فكل من عصى الله فهو جاهل.
5. الزخم الإعلامي عن طريق المجلات، والفضائيات، وغيرها.
6. تعمد الكفار والمنافقين في الداخل إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا.
كل هذه الأسباب وغيرها أفرزت هذه الممارسات الشاذة في مجتمعات المسلمين، فينبغي على ولاة الأمر من الحكام، والعلماء، وغيرهم أن يقوموا بواجبهم، وليعلم الجميع: "إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"، وأن الأمة إذا ساءت أخلاقها وفسدت فلا فائدة من بقائها:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا، ويهدي شبابنا ونساءنا، ويردنا إليه رداً جميلاً، وصلى الله وسلم وبارك على من بعث ليتمم مكارم الأخلاق، وعلى آله، وصحبه، والأتباع.