ممـلكـــة ميـــرون

سر الصراع المرير بين عرفات وشارون 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ممـلكـــة ميـــرون

سر الصراع المرير بين عرفات وشارون 32175b77914d249ceca6f7052b89c9fc

ادارة مملكة ميرون
ترحب بكم وتتمنى لكم قضاء اوقات مفيدة
وتفتح لكم قلبها وابوابها
فاهلا بكم في رحاب مملكتنا
ايها الزائر الكريم لو احببت النضمام لمملكتنا؟
التسجيل من هنا
وان كنت متصفحا فاهلا بك في رحاب منتدانا

ادارة مملكة ميرون

ممـلكـــة ميـــرون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


,,,منتديات,,,اسلامية,,,اجتماعية,,,ثقافية,,,ادبية,,,تاريخية,,,تقنية,,, عامة,,,هادفة ,,,


2 مشترك

    سر الصراع المرير بين عرفات وشارون

    avatar
    الغرير
    المراقب العام


    ذكر

    سر الصراع المرير بين عرفات وشارون Empty سر الصراع المرير بين عرفات وشارون

    مُساهمة من طرف الغرير الأحد مارس 23, 2008 1:04 pm

    سر الصراع المرير بين عرفات وشارون
    لقد دار صراعٌ معلن حيناً وخفيٌ حيناً آخر بين الرجلين (عرفات وشارون) في شبابهما وشيخوختهما ، وتدرَّج من صراع الشباب الى صراع الكهول ثم الى صراع كبار السن ، وكان بحق صراعاً مريراً وطويلاً ، وكل واحد منهما كان يكره الآخر بأقسى العبارات في وصف الكره ، وكانت بينهما جولاتٌ ومعارك عديدة ، تبادلا فيها النصر والهزيمة ، وكانت محصلة الانجازات الوطنية والإنتصارات التي حققها عرفات شوكة في حلق شارون ، مما سبب لشارون عقدة الإنتقام بدافع الحقد الدفين على نجاحات عرفات ليتحول الى حقد شخصي. وأن شدة الصراع ومرارته استدعت كلاً منهما الى الإستعانة بكل أدوات القتال ووسائله ضد الآخر ، ولكن وسائل وأدوات شارون في الجولة الأخيرة كانت أقوى من وسائل وأدوات عرفات ، ومؤيدوا شارون أقوى من مؤيدي عرفات ، مما جعل شارون يفوز بالضربة القاضية الخادعة من الخلف من مؤيدي شارون وبالأدوات المحرم استخدامها في الصراع بيدي شارون في آخر جولة غاب فيها عرفات عن حلبة الصراع ، وما لبث شارون أن لحق به مترنحاً من ضراوة الصراع ، وها هو ما زال معلقاً بين الحياة والموت في سكرات طويلة لنزع الروح والغياب عن الدنيا بدون عودة للحياة بمشيئة الله. وهنا لا نقول هذا بدافع التشفي حيث لا يعلم أي مخلوقٍ منّا كيف وأين ومتى ستكون نهايته وهل سيُردّ الى أرذل العمر أم لا. ولكي نقف على مصوِّغات ومبررات هذا الصراع الذي بدأ في طوره الأول بثورة مظلومٍ على ظالم ، وبريءٍ وقع عليه الظلم ثار على على مجرمٍ عاقر الجريمة وأوقع الظلم ، ثورة شرعها الله والإنسان في القوانين السماوية والتشريعات الإنسانية انتصاراً للمظلوم وللحق، وبمنطق لا يقبل التشكيك في حق مغتصب. ثورةٌ لثائر صلب وعنيد لم يقبل المساومة والخضوع للأمر الواقع ، ولم يعبأ بسطوة القوة وجبروتها في سبيل الدفاع عن شعبه ، وهجمة من وحشٍ ضارٍ بسطوة القوة وجبروت النهم والجوع يستند الى تحقيق الهدف بوسائل لا تحكمها الأخلاق السماوية والإنسانية ، مدعومة بقوى الظلم والإستعمار والطغيان وموازين المصالح المعوجة التي تحكمها شريعة الغاب.


    فبعد غزو لبنان عام 1982 بهدف اجتثاث المقاومة الفلسطينية من جذورها وقطع رأسها متمثلاً بقياداتها وعلى رأسها ياسر عرفات ، لم يتحقق حلم شارون وزير دفاع اسرائيل في ذلك الوقت وقائد الحملة العسكرية في تحقيق هذا الهدف الذي من أجله دفع بثلثي قوات جيش الهجوم الإسرائيلي – وليس جيش الدفاع كما يسمونه - وبإمكانياته العسكرية المتطورة الى لبنان للقضاء على بضعة آلاف من الفدائيين الفلسطينيين مسلحين بأبسط أنواع الأسلحة الفردية الخفيفة والمتوسطة ، وجوبه بمقاومة عنيفة وضارية ومنقطعة النظير من الفلسطينيين واللبنانيين. وحوصرت بيروت ثمانين يوماً ونيفاً والقنابل والصواريخ والمقاتلات الجوية الحديثة تمطر على المقاومين الصامدين في صيف حار ممطر بالرصاص والقذائف العنقودية وغير العنقودية والمحرمة دولياً. وكعادته فقد عمد الجيش الإسرائيلي الى تنفيذ مذابح ضد المدنيين (صبرا وشاتلا) ليرفع من معنويات جيشه العاجز عن تحقيق الأهداف السياسية من العدوان بعد خروج المقاومين من لبنان دون استسلام ودون خضوع ودون هزيمة وتصفية ، رافعين رايات النصر والمقاومة ومرفوعي الرؤوس بموجب اتفاق وإجماع عربي على الخروج ، وبعد ذلك شُكلت لحنة تحقيق اسرائيلية بالمجازر ضد المدنيين وثبت تورط شارون فيها وأقصي من منصبه كوزير للدفاع. من هنا بدأ الحقد الشخصي من شارون على عرفات ، حيث خرج عرفات من هذه الجولة الطاحنة منتصراً ورافعاً علامة النصر ومصرحاً بأنه يخرج من بيروت الى القدس إن شاء الله. وانسحب شارون من محيط بيروت متمسكاً بالجنوب اللبناني في محاولة للتخفيف من فشل الحملة. وكانت أول هزيمة ونصر عسكري مجهض ومفرغٍ من المحتوى السياسي ، تلقاها شارون من خصمه عرفات في جولة علنية من المواجهة المفتوحة على كل الإحتمالات.

    وخلال تواجد المقاومة الفلسطينية في لبنان بقيادة عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية نثرت حبوب لقاح المقاومة اللبنانية في رحم الأرض اللبنانية وتركت لها سلاحاً ودعماً مادياً وتدريبياً وإمداداً لوجستياً ، وأخذت المقاومة اللبنانية في كيل اللطمات والضربات للجيش الإسرائيلي وللمستعمرات الإسرائيلية في شمال فلسطين ، ودارت معارك يومية بين المقاومة اللبنانية التي نمت وترعرعت وتصلبت لتكون خصماً عنيداً وقوياً وبين الجيش الإسرائيلي المحتل تسبب في الخسائر الفادحة ومن ثَمَّ الإنسحاب المذل للجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني يجرجر أذيال الهزيمة عام 2000م ، وكعادته عمد الجيش الإسرائيلي الى إجراء مذابح ضد المدنيين اللبنانيين في الجنوب أهمها (مذبحة قانا) للتغطية على فشل الجيش الاسرائيلي في صيانة الإحتلال وتثبيته أمراً واقعاً على الجنوب اللبناني الذي نظّر له شارون ونفذه. وجرى تقهقر الجيش الاسرائيلي على مسامع ونظر شارون ، وكان بمثابة الفشل لنظرياته وخططه العسكرية في فرض الأمر الواقع. وكانت هزيمته الثانية أمام المقاومة التي بعثها عرفات في الشعب الفلسطيني والعربي الذي أتاحها وهيأ ظروفاً ومناخاً خصباً لها وبعثها في الشعب اللبناني المتعطش لها. وازداد حقد شارون على عرفات وما يرمز له هذا الختيار العنيد في صراعه.

    وعملت الثورة الفلسطينية بعد رحيلها الى تونس على تثوير الشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة ، وكانت الإنتفاضة الآولى عام 1987 ، وواجهتها اسرائيل بعمليات القمع وتكسير العظام واغتيال القائد أبو جهاد في عملية جاسوسية جبانة وأخيراً اضطرت الى الإعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية بموجب اتفاق اوسلو الذي وضع الخصمين اللدودين (عرفات شارون) وجهاً لوجه في أرض فلسطين بؤرة الصراع ، وزادت نار الحقد في جوف شارون الذي كان خارج الحكومة في ذلك الوقت ، وعمد أتباع حزبه الى تصفية اسحاق رابين باغتياله ، وذلك لضرب مشروع السلام والانقلاب عليه والتنكر له ، فجاءت بنتنياهو الى الحكومة الإسرائيلية الذي مهد الطريق لشارون للعودة الى رئاسة الحكومة الإسرائيلية بعد فشل محادثات كامب ديفيد بقيادة حزب العمل وعلى رأسه باراك كرئيس لحكومة اسرائيل وتمسك عرفات بالثوابت الفلسطينية قائداً صلباً لا يلين. وعرفات يعرف شارون جيداً ، فلما انتخب شارون لرئاسة الحكومة الإسرائيلية صرح عرفات بأن ذلك شأن اسرائيلي داخلي ، وعلينا التعامل مع الوضع الجديد في سبيل تنفيذ عملية السلام وتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني في إطار القوانين والشرعية الدولية ، وكان عرفات يدرك شراسة شارون وأنه أي عرفات في وضعٍ عسكري لا يقارن بوضع شارون ولأنه لا يريد الدخول في معركة خاسرة باللجوء الى الحكمة والتعقل لكي لا يتسبب في تراجع المنجزات الوطنية التي حققها على الأرض. وكان وعد شارون للشعب الإسرائيلي بالقضاء على ما سمّاه الإرهاب الفلسطيني خلال مائة يوم من تسلمه الحكم ، وبالفعل بدأ حملته العسكرية الهمجية على الشعب الفلسطيني الأعزل لقمع الإنتفاضة الثانية والتي بدأت في سبتمبر عام 2000م وإخضاع المقاومة الشرعية لقبضته الحديدية بأحدث الأسلحة الفتاكة والمحرمة ، ومضت المئة يوم دون تحقيق الهدف المعلن ، رغم البطش والقتل والتعذيب والإعتقال ، وواجه شارون الفشل العسكري والسياسي ، وكانت هزيمته الثالثة في الجولة الثالثة من الصراع مما أجج نار الحقد على عرفات والتعطش للإنتقام الشخصي منه كرمز للمقاومة بكل أشكالها سواءً كانت انتفاضة أو ثورة على الإحتلال والظلم والغطرسة.

    ولكن كانت تلك المرحلة بداية لصراع خفي بين الرجلين اللدودين مغلفٍ بالدبلوماسية الخادعة بإظهار كل طرف جنوحه للسلام ، سلام الشجعان بمفهوم عرفات وسلام فرض سياسة الأمر الواقع على شعب بالقوة المفرطة بمفهوم شارون ، وفي هذا الصراع الخفي وغير المعلن بين الرجلين كانت الكفة العسكرية تميل بوضوح شديد لصالح شارون ، كما أن القوة الدبلوماسية والسياسية بغطاء الإدارة الأمريكية المهيمنة على النظام العالمي تنحرف وتحرف معها العالم لصالح شارون. أدرك عرفات خطورة الموقف وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر والحرب التي شنتها الولايات المتحدة وما تزال على ما تسميه الإرهاب. ولقطع الطريق على شارون لاستغلال أحداث 11 سبتمبر بعث عرفات برسالة الى الولايات المتحدة عبر تبرعه بالدم لضحايا 11 سبتمبر وإدانته لها ، وذاك المشهد لم يعجب شارون المتعطش للإنتقام من المقاوم والثائر الصلب والرّهوان الزئبقي الذي يصعب الإمساك به وصاحب سياسة الباب الدّوار والجنرال الشجاع الذي لم يُهزم حتى تاريخه. وهنا لجأ شارون الى الوسائل والأدوات المساعدة والفزاعة الأمريكية عبر اللوبي الإسرائيلي من أجل تحقيق نصر على عرفات الذي هزمه في أكثر من جولة ، وبدا متلهفاً لتحقيق نصر على خصمه اللدود. وأجرى اتصالاته مع اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة وطلب إليهم تصوير عرفات وتشبيهه بأسامة بن لادن في نظر الإدارة الأمريكية بكل الوسائل والطرق والحبكات الروائية من نسج الخيال وخلق الأباطيل وتلفيق الأكاذيب في ايصال الصورة المشوهة عن عرفات تماماً كما حدث قبل غزو العراق استناداً الى الروايات الواهية والأكاذيب والدسائس. وكذلك تصويره بأنه يمثل عقبة كأداء أمام تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين الذي تسعى لتحقيقه الإدارة الأمريكية لأنه جزء من هذا الإرهاب الذي غزا أمريكا ممثلاً بأسامة بن لادن زعيم القاعدة ويغزو هذا الإرهاب نفسه اسرائيل ممثلاً في عرفات والمقاومة الفلسطينية. وفي ظل المقاومة الفوضوية والمسيسة لبعض الجهات الفئوية الفلسطينية وغياب الإستراتيجية والتنسيق عن المقاومة الفلسطينية وتشتت الأهداف والوسائل ، وفي ظل الغباء الذي اتسمت به الإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش وسيطرة المحافظين الجدد عليها وظلال العجز العربي وخضوعه للهيمنة الأمريكية الذي خيم على الوطن العربي ، نجح اللوبي الإسرائيلي في ايصال رسالة شارون كما هي للإدارة الأمريكية رغم معارضة بعض أقطابها وخاصة بعد اعتراض البحرية الاسرائيلية سفينة كارين التي كانت محملة بالأسلحة ومبحرة من ايران في طريقها للشرق الأوسط في وجهة لا يعلمها أحد وألصقت بعرفات بدون قرائن وإثباتات. كانت الفرصة السانحة لإعلان قرار العزل السياسي لعرفات وحصاره في المقاطعة بتفويض أمريكي وسكوت عربي وعالمي ، وحينها أدرك عرفات أنه يواجه الحقيقة المرة والمؤامرة المحبوكة ، ونظر عرفات حوله فلم يجد من يهبُّ للدفاع عنه من إمتداد العمق العربي والإسلامي أو حتى من يتصل به ليسأل عنه أو من يستطيع أن يمد يد العون له ، وجد نفسه وحيداً في مواجهة الوحش المفترس الإسرائيلي مدعوماً بالديناصور الأمريكي. أدرك أنه في جولة خاسرة وكان قراره الشجاع في الاستمرار بالمواجهة حتى نيل الشهادة وقراره رفض الإبعاد واختيار الشهادة التي تمناها (شهيداً ، شهيداً ، شهيداً). وتم دس السم له عن طريق عملاء الموساد الإسرائيلي. وكان مرض عرفات المفاجيء لغزاً طبياً عصى على الحلّ ، ودفن معه مجهولاً، وقال في بداية المرض المجهول الهوية لقد استطاعوا الوصول اليّ أخيراً. وقضى عرفات منتصراً للحق وثابتاً عليه ، ونال الشهادة وكان الجنرال الذي لم يهزم ولم يستسلم في معارك الشرف العسكري والأدبيّ. والجبل الذي لم تهزه الرياح العاتية من كل اتجاه لسان حاله كان يقول:

    أضاعوني وأيُّ فتىً أضاعوا بيومِ خديعةٍ وخضوعِ قومي

    وأَنّي سوف أُنشِدُ يومَ بيْعي شهيداً ، لا لنفيٍ يا ابنَ عمّي

    ما نودّ التأكيد عليه والذي لم يعد بحاجة الى تأكيد، هو أن اسرائيل لا تريد السلام ولا تريد دولة فلسطينية على حدودها ، وهي تعرف حق المعرفة أن عرفات كان يمثل الإعتدال القوي والذي يحظى بالإجماع في الأوساط الفلسطينية ، وكان قادراً على صنع السلام وعلى تسويقه فلسطينياً وعربياً تسويقاً رسمياً وشعبياً ضمن الثوابت التي قضى من أجلها ويجمع عليها الفلسطينيون والعرب. وتدرك أن غيابه سوف يشكل ضربة للوحدة الوطنية الفلسطينية ، ويزهق الإجماع الفلسطيني ويشتته. وهذا ما حصل فعلاً. لذلك كان شارون المتطرف اليهودي الصهيوني وعرّاب المذابح والاستيطان واغتصاب الأراضي والحقوق يكره عرفات كرهاً شديداً لإعتداله وقدرته على صنع السلام وانتزاع جزء من فلسطين ليكون وطناً مستقلاًّ للفلسطينيين. ووضع عرفات وصنفه كألد الأعداء لإسرائيل.

    التطرف الإسرائيلي الذي ينادي بفلسطين التاريخية كلها من النهر الى البحر يكره الإعتدال الفلسطيني ويعتبره خطراً على اسرائيل لأنه لا يريد كياناً فلسطينياً مجاوراً له على ما يعتبره أرض الميعاد. والتطرف اليهودي يصفق للتطرف الفلسطيني الذي ينادي علناً بفلسطين من البحر الى النهر لتناغمه معه في تشتيت القضية وبعثرتها وتصفيتها في تسابق محموم مع الزمن لبلع مزيد من الأراضي وإخلائها من ساكنيها وتثبيت سياسة الأمر الواقع على الأرض بحجة غياب الخصم المؤهل للسلام والذي يريد القضاء على دولة اسرائيل ، ولأنه الأقوى على الأرض لامتلاكه أدوات الصراع التي تحسم المعركة لصالحه والدعم المادي والمعنوي من القطب الأوحد الذي يهيمن على السياسة الدولية دون اكتراث للمذابح والتشريد اللذين كانا الوسيلة المعتمدة في اقامة دولة اسرائيل العنصرية ودولة الولايات المتحدة الديمقراطية ، والتي تحللها الحركة الصهيونية بالتخاريف الدينية في تفاسير التوراة المحرفة التي تحلّلُ قتل الآخر غير اليهودي لخدمة أهداف الحركة الصهيونية في إقامة الوطن اليهودي على كامل أرض الميعاد يهودا والسامرة وتعتبره واجباً مقدساً على كل يهودي أينما وجد. ولا تعترض عليها الولايات المتحدة التي تشابهها في مراحل التكوين الآولى لها على حساب الهنود الحمر. من هنا يجب التنبه لمحاولة محورة الصراع على غزة ، لتنفيذ المخطط الصهيوني تجاه الضفة الغربية والقدس. فمجازر غزة ترتكب بحجة الصواريخ للتغطية على ما يجري في الضفة الغربية والقدس من تغيير الواقع على الأرض. وتهويد الضفة الغربية وإخلائها من سكانها ، واختزال الدولة الفلسطينية الموعودة في قطاع غزة الذي لا تستطيع بلعه اسرائيل في تلك المرحلة نظراً للخوف من التفوق الفلسطيني ديمغرافيا في إطار الدولة اليهودية في المستقبل القريب والقطاع على حاله من الكثافة السكانية العالية جداً نسبة الى مساحة الأرض. بالتالي تُؤجل قضية ضم غزة الى الكيان الاسرائيلي وترحَّل الى مرحلة قادمة على الأجندة الاسرائيلية لحين استكمال قضم الضفة الغربية وهضمها بعد طحنها جيداً بأضراس الوحش الإسرائيلي وبعد ذلك تسهل مهمة ضم غزة بالحصار والتجويع والقتل والدمار ويتم تحقيق الحلم الإسرائيلي بالتدريج في طبخة على نار اسرائلية هادئة تساعدها نار الفرقة الفلسطينية المتأججة في ظل الإنقسام من أجل إنتاج كيانات فلسطينية متشرذمة وهشة يسهل ابتلاعها عندما تحين الفرصة المواتية لذلك. وإن أولوية إسقاط السلطة في الضفة الغربية تسبق أولوية إسقاط حماس في غزة على الأجندة الإسرائيلية.

    وحقيقة الأمر فإن الصراع الذي كان بين عرفات وشارون يحمل مظاهر وأعراض ومميزات الصراع نفسه بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ بدايته وينتقل من جيلٍ الى جيل. وهو لب الصراع الدائر اليوم بين محمود عباس وأولمرت وإن اختلف شكلاً فهو متماثلٌ ومتناظرٌ بالمضمون ، وما يزال الصراع مستمراً مع اختلافٍ في الأسماء وطبيعة وأشكال أبطال الصراع ومدى الإستفادة والإستيعاب للدروس من جولات الصراع المنقضية. وإن بدى لقاء عباس واولمرت حميمياً في ظاهره فهو جليديٌ في ملمسه ومشتعل في داخله ومحتدمٌ في طبيعته ومريرٌ في إدارته ولا ينمُّ عن حب أو وُدٍّ متبادل بين الرجلين وستكشف ذلك الأيام القادمة. إنه صراع يشبه الصراع في الغاب ما بين وحشٍ مفترسٍ يملك المخالب القوية والأنياب الحادة وجائع نهم غدارٌ كالضبع يعشق لحم الإنسان ، وبين إنسانٍ وحيدٍ مقطوع بإمكانياته المتواضعة ولكنه قويٌ وجبارٌ يصارع من أجل الحياة والبقاء كالليث إذا شبع يقنع ولا يهاجم ولا يعتدي وإن شعر بقرب الفناء يستبسل في سبيل بقائه على قيد الحياة لتأدية رسالته التي خلق من أجلها ويدافع عن بقائه بضراوة وشجاعة وتضحيةٍ منقطعة النظير.

    إذا رأيت نياب الليثِ بارزةً فلا تظنّنَ أنّ الليثَ يبتسمُ
    إذا رأيت نياب الضبعِِ غائرةً فلا تظننَ أنَّ الضبع َيُؤتمَنُ
    avatar
    salah20024
    عضو مجتهد
    عضو مجتهد


    علم الدولة : علم الدولة
    الجنسية : جزايرية
    ذكر

    سر الصراع المرير بين عرفات وشارون Empty رد: سر الصراع المرير بين عرفات وشارون

    مُساهمة من طرف salah20024 الإثنين مارس 24, 2008 12:42 pm

    فان سقطت وكف رافع علمي سيكتب الشعب فوق قبري لم يمت
    بسم الله الرحمان الرحيم
    من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا
    صدق الله العظيم
    ردا على العضو الغرير في تناوله لموضوع الصراع بين السيد القائد الرمز والسفاح شارون أقول لك معاذ الله أن يكون صراع القضية التي يحملها الشهيد في حياته الطويلة والحافلة بالكفاح بشتى أنواعه أن تلخصها وتختصرها في صراع شخصي بين الرجلين شتان من ذلك
    سوف يقال ويكتب الكثير عن ياسر عرفات. لكن الرجل الذي كان ممتلئاً بالثقة في أن "شبلاً أو زهرةً فلسطينية سوف ترفع علم فلسطين فوق أسوار القدس ومآذنها وكنائسها"، منح أكثر من جيلين من الفلسطينيين عزماً لا يلين وتصميماً فولاذياً على إنجاز هذا الهدف، بالرغم من كل الصعاب والتحولات الهائلة التي مرت بها المنطقة والعالم.
    إن ميزة ياسر عرفات الكبرى هي روحه العملية ونزعته الواقعية، التي ساعدت دائماً على إقناع أوسع قطاع من الفلسطينيين –وفي جميع مراحل الكفاح- بصحة شعاراته وقابليتها للتطبيق. فقد كان يؤشر دائما على الطريق الذي يقود إلى إنجاز أهدافه الصغيرة والكبيرة، ويعطي المثال عبر سلوكه الشخصي وتصدّره لخوض الصراع بأن هذا الطريق يمكن عبوره من خلال الإصرار الدؤوب والعنيد، ومراكمة الخطوات المتواضعة في بداية الأمر حتى تصبح تحوّلاً نوعيّاً عندما تسمح الموازين الإقليمية والدولية بذلك.
    وقد يقال إن ياسر عرفات قد خرج عن هذا النهج خلال مفاوضات كامب ديفيد وبعدها، لكن التاريخ سوف ينصفه، حتى لا يدخل ضمن قائمة "الفلسطينيين الذين لم يتركوا فرصة لإضاعة كل فرصة تسنح لهم".
    إن أربعين عاماً أو يزيد من صقل خبرته وتجربته، عبر التعامل مع كل صنوف القيادات والأنظمة في العالم، وهو التعامل الذي لم يكن يخلو -بطبيعة الحال- من تصادم شديد السخونة، ومن عضّ على الجراح لأمد غير قصير، علمت ياسر عرفات التمييز بين فرصة حقيقية مهما كانت ضآلتها وينبغي الإمساك بها، وبين "سمك في البحر" يعِدونه به دون أن يتوفر دليل مقنع على وجوده.
    ولعل أشد ما أخشاه على ياسر عرفات، هو هذا الاحتفاء الشامل به، وهو يستحقه وأكثر، ولكنه احتفاء تحاول فيه كل قوة متطرفة أو صوت متشدد أن يلبس ياسر عرفات الثوب الذي رفض ارتداءه طوال مراحل كفاحه، حيث تستخدم شعاراته التي تمتلئ بالثقة والحماس الديني وروح الاندفاع، خارجاً عن سياقها، وبعيداًَ عن مقارنتها مع ممارساته ذات النزعة العملية، ما يصوره على النقيض مما كان.
    لم تكن الشعارات عند ياسر عرفات مقصودة لذاتها، ولم تكن ذات طبيعة مطلقة كما هو الشعار في غالب الأحيان، بل كانت من وجهة نظره مجرد رسائل يرسلها، أو بالأحرى كانت بمثابة عنوان لرسائله التي تتضمن في الأساس مطلباً عملياً ومباشراً.
    أريد في هذه الملاحظة السريعة أن أساهم في حماية إرث ياسر عرفات السياسي، ليس حرصاً على ماضيه وماضينا فقط، ولكن حرصاً على مستقبل يحتاج إلى رؤية متفتحة وروح ابتكار سياسي خلاقة ونزعة عملية وواقعية لخدمة ذات الأهداف الوطنية في إنهاء الاحتلال تماماً ونيل الاستقلال الكامل وضمان حقوق اللاجئين. كان محمود درويش يقول: "أنقذونا من هذا الحب الغامر"، رداً على محاولات تنميط الفلسطيني عربياً، وتصويره في إطار غير واقعي ويقرب من الأسطوري. ومن الواجب علينا تجاه ياسر عرفات، وتجاه تاريخ القضية الذي قاد مسيرتها بجدارة طوال أربعين عاماً
    وأخيرا لا يسعني إلا أن اطلب منك أن تعيد حساباتك ولا أظن انك كتبتها بنفسك إن لم نقل نقلتها ويعلم الله من أي مصدر نقلت

    سلام عليك أبو عمارلن ننساك لو طال الدهر
    أو حتى طغى علينا الفجار
    اسمك منقوش في عقولناقلوبنا......... صدورنا أبو عمار
    أنت شمعة أنارت
    ووقفت في وجه أعتي إعصار
    شمعة سطرت تاريخ رجلاسمه الختيار
    سلام عليك أبو عمارسلام عليك من ربي يا صاحب القرار

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 07, 2024 1:49 pm