مقدِّمة الكتاب
بسم الله الواحد الأحد، والصَّلاة والسَّلام على المبعوث رحمة للعالمين سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد
فإني أحمد الله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده أن منحني الهمَّة والعزيمة والتصميم، لأضع بين يدي القارئ كتاباً يُعرِّف الإسلام من خلال القرآن الكريم كتاب الله الخالد، وآمل من الله سبحانه أن أكون قد وُفِّقت به لخدمة الدعوة والدعاة. وعلى الرغم من وجود آلاف الكتب المؤلَّفة حول الإسلام والقرآن والتشريع الإسلامي، فما زالت الحاجة ماسَّة إلى المزيد من الكتب، الَّتي تختصر الطريق أمام الراغبين بالتعرُّف على الإسلام، وفهم خطوطه العريضة، بيسر وسهولة، دون تعريضهم للضياع في متاهات المؤلفات، وفي صراعاتها وتصادم أفكارها.
إن هذا الجهد الَّذي نضعه بين يدي القارئ ليس من تأليفي، بل هو عصارة تفكير كثير من أئمَّة الفكر الإسلامي، حيث اقتصر عملنا على استخراج رحيق أفكارهم ومزجه، وأحياناً إعادة صياغته، والهدف من ذلك كلِّه، التعريف بإشعاعات القرآن الكريم بأسلوب ممتع مشوِّق، عسى أن نثير حماس القارئ، فتتفتَّح حنايا نفسه رغبة في مزيد من التعرُّف علىكنوز الإسلام وعظمته. وقد كان جُلُّ همِّنا مخاطبة القارئ الغربي قبل العربي، ونحن نقدِّم له هذا العمل بكلِّ ثقة وأمل كبير ليعرف حقيقة الإسلام وجوهره.
لقد قام بإنجاز هذا العمل مجموعة آمنت بأهميَّته، وعملت بدأب وإخلاص على تحقيقه، وكان هدف الجميع (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي)، فلهم كلُّ الشكر والامتنان والتقدير.
وقد تحاشينا ذكر المراجع وأصحابها، لنبقي للقارئ حياده، ولتبقى الفكرة هي الأصل مع احترامنا لصاحبها، ومع المزيد من الاعتذار لعدم ذكر الأسماء.
أمَّا عن تبويب الكتاب وتقسيمه، فهو مجرَّد اجتهاد قادَتْنا إليه طبيعة العمل، فإن فاتتنا مواضيع لم نتعرَّض لها فنحن نأمل أن يتابعها من يشعر بالحاجة إلى نشرها والتعريف بها.
وأشير إلى أنني قد وهبتُ هذا الكتاب حسبة لوجه الله تعالى، فكلُّ من يرغب في الاقتباس منه، أو ترجمته لأي لغة كانت، فله مطلق الحقِّ في ذلك، دون الرجوع إلى مُعدِّه ومُنفِّذه، شريطة أن يكون ذلك لغايات الدعوة والإرشاد، وليس لأجل مصلحة تجارية، أو مكسب مادي؛ لعلِّي بهذا العمل أكون نموذجا، بل محذِّراً لتجار العواطف الدِّينية، لكي يخففوا من غلوائهم في تكديس الثروات الطائلة، مستغلِّين هذه العواطف السمحة الكريمة لدى المؤمنين، في سبيل جني الأرباح الوفيرة، وأن يكتفوا بالربح المعتدل.
وإني أتمنى على القائمين بعمل الدعوة وتخريج الدعاة، أن يتعاونوا جميعا على تثقيف قارئ المعاهد الشرعية، بأسلوب عصري متقدم؛ يعتمد الحاسوب، ولاسيَّما أنه تتوافر الآن معلومات شرعية مبرمجة قدَّمها علماء أجلاَّء متخصصون، لأجل الوصول إلى أي معلومة خلال دقائق قليلة، بل ثوانٍ، دون الحاجة إلى تقليب مئات الكتب للوصول إليها.
ومن الأمثلة على هذه البرامج المتوفرة: برنامج المحدِّث الَّذي يحتوي على نص القرآن الكريم مع عدد من تفاسيره المشهورة، بالإضافة إلى عدد من كتب الحديث الشريف، من أبرزها كنز العمال، والجامع الصغير، والدر المنثور وغيرها، وبرنامج الحديث الشريف الَّذي يحتوي على الأحاديث النبوية الشريفة المذكورة في تسعة كتب من الصحاح، وبرنامج القرآن الكريم مع تفاسيره وترجمته إلى اللغة الإنكليزية وغيرها. وطائفة أخرى من البرامج التعليمية والتثقيفية، منها: كنز المعلومات الإسلامية، والتاريخ الإسلامي، ورحلة إلى مكة، وتعلَّم الصَّلاة، وعظمة الله في خلقه....
وفي الختام لابدَّ أن نشكر كلاً من الأخوة: مهند قصَّاب، ومحمَّد فادي مجاهد، ومحمَّد توفيق الصواف، لرعايتهم الفنية لهذا الجهد، وحرصهم على إخراج هذا العمل غايةً في الإتقان، بغية تحقيق الغاية المرجوَّة منه على أكمل وجه، والله ولي التوفيق والحمد لله ربِّ العالمين.
غازي صبحي آق بيق
ص. ب 10015
دمشق ـ الجمهورية العربية السورية
أسرة بعض العاملين في تدقيق هذا الكتاب وإخراجه:
الاسم
رقم الهاتف
الشيخ محمَّد بشير المفشي
3719417
الأستاذة ملك الحافظ
7774473
السيِّدة وسام موَّات
واشنطن
الآنسة كوثر الأيوبي
دمشق
الأستاذ شريف الصواف
7770039
الأستاذ محمَّد توفيق الصواف
3124154
الفني مهند قصاب
4424846
الفني محمَّد فادي مجاهد
3123465
المعدّ غازي صبحي آق بيق
5312616 فاكس
لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ .
رب توفنى مسلما وألحقنى بالصالحين
عدل سابقا من قبل ميرون الاقصى في الأربعاء مارس 12, 2008 5:36 pm عدل 1 مرات